إذا كنت تعتقد أن المراهنة على مصارعة الموت أمر مرعب، فهذا لا علاقة له بعملة كورونا CoronaCoin. إنها عملة مشفرة تتيح للمستخدمين كسب أرباح على تنبؤاتهم حول عدد الوفيات والعدوى التي ستنجم عن الفيروس.
عملة كورونا تكافئك مقابل المراهنة على الموت
كانت وكالة رويترز هي أول وكالة أنباء رئيسية تنشر قصة عملة كورونا. ثم التقطتها بسرعة صحيفة نيويورك بوست، إذ جرى تشويه الحقائق على الفور. قارنت مقالة الصحيفة عملة كورونا بالبتكوين (BTC) بالقول: “إنها عملة تشبه البتكوين”.
وغني عن القول أن جميع العملات المعدنية سيئة الأداء لا تشبه البتكوين في أي شيء. فهي تعتمد على بروتوكول ERC-20 القياسي. ولعل أكثر ما يحزن حول هذا التوكن الجديد هو أنه سيكون ناجحاً للغاية.
ما الذي يدعم عملة كورونا؟ فيروس كورونا COVID-19 نفسه. ولديها قدرة عجيبة على إصابتك باللا مبالاة. يتناقص عدد التوكنات المتاحة مع وفاة المزيد من الناس.
سيقل المعروض منها كل يومين بناءً على معدل الحالات الجديدة، وفقاً لموقع العملة على الإنترنت. هذا يعني أن سعرها سيرتفع مع تزايد عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس. وهي تطلق على نفسها: “أول عملة مشفرة في العالم مدعومة بإثبات الموت”.
وحتى تزداد الأمور سوءاً
إذا كنت تعتقد أنها مزحة سخيفة، للأسف، إنها ليست كذلك. إن عملة كورونا تسلط الضوء على مفاسد صناعة العملة المشفرة والإنسانية بشكل عام.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد. احزر كم عدد التوكنات التي صدرت؟ قرابة 7604953650 – بما يمثل عدد سكان العالم المقدر. ذكر موقع العملة: “سيجري حرق توكنات مرة كل 48 ساعة بناءً على عدد الإصابات والوفيات، لذلك سيتناقص عدد التوكنات؛ وأيضاً لا يمكن سك المزيد منها.
حتى وقت كتابة هذا التقرير، جرى حرق 92013 من التوكنات.
لكن ما يحفظ ماء وجه عملة كورونا هو أنها تريد تقديم شيء مقابل الربح الذي تجنيه من تلك المعاناة الإنسانية. إذ على ما يبدو، سوف يتبرع مبتكروها بحوالي 20% من أرباحها الشهرية إلى الصليب الأحمر. أما إذا كان الصليب الأحمر سيقبل تبرعات عبر عملة كورونا أم لا، فهذه مسألة أخرى.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة