فرضت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركي (SEC) غرامة قدرها 314 ألف دولار على الممثل ومدرب الفنون القتالية ستيفن سيغال بسبب العرض الأولي للعملة (ICO) الذي بدأته منصة بتكوين تو جين (B2G) في عام 2018. وبحسب ما صرحت به الهيئة، فإن سيغال لم يصرح عن المستحقات التي تسلمها نظير الدعاية التي قدمها للعملة.
سبق واستعانت منصات تداول العملات المشفرة بمشاهير للترويج للتوكنات التي تصدرها في العروض الأولية للعملات، وذلك لجذب المزيد من العملاء لمشاريعها.
يضفي ترويج المشاهير لعملات بعينها بعض “المصداقية” على تلك العملات، مما يجذب المستثمرين. ولكن بالرغم من ذلك، فقد روّج بعض هؤلاء المشاهير لمشاريع احتيالية مما أدى إلى خسارة العملاء لأموالهم وبالتالي مقاضاة هؤلاء المروّجين.
غرامة 314 ألف دولار على الممثل بسبب ترويجه للعرض الأولي للعملة الخاص بمنصة بتكوين تو جين
في بيان صدر يوم الخميس 27 فبراير/شباط 2020، صرحت الهيئة بأن سيغال قد خالف القانون الفيدرالي للأوراق المالية والمختص بمكافحة ترويج الأوراق المالية. وفقاً لهذا القانون، فإنه يجب على أي فرد أو شخصية عامة قامت بالترويج لعملات مشفرة مُصنفة على أنها أوراق مالية بأن يكشف عن الطريقة التي كوفئ بها نظير هذا الترويج.
حدث الترويج غير القانوني الذي أداه سيغال بعد فترة وجيزة من إصدار الهيئة لتقرير المنظمات اللامركزية المستقلة (DAO) لعام 2017، الذي نبه إلى أن توكنات العرض الأولي للعملة قد تعد أوراقاً مالية. وفي حديثها عن الأمر، قالت رئيسة وحدة الإنترنت بقطاع التنفيذ بهيئة الأوراق المالية والبورصات، كريستينا ليتمان:
“من حق هؤلاء المستثمرين معرفة حجم الأموال التي تلقاها أو وُعِد بها سيغال كي يروّج لهذه الاستثمارات، حتى يتمكنوا من تحديد ما إذا كان دعمه لهذا المشروع منحازاً أم لا. فمن غير المسموح للمشاهير أن يستخدموا تأثيرهم على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لأوراق مالية دون الإفصاح بوضوح عن المقابل الذي حصلوا عليه”.
أجرت منصة تداول العملات المشفرة بتكوين تو جين صفقة مع سيغال بقيمة مليون دولار، 250 ألف دولار نقداً وتوكنات بي تو جي (B2G) بقيمة 750 ألف دولار في مقابل الترويج للتوكنات، وهذا ما لم يُفصح عنه سيغال. وتضمنت أيضاً منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي يحث فيها سيغال محبيه على ألّا “تفوتهم” فرصة العرض الأولي للعملة، بحسب تقرير الهيئة.
بالإضافة إلى ذلك، أصدر سيغال تقريراً صحفياً بعنوان “معلم الزن، ستيفن سيغال يصبح سفيراً للعلامة التجارية لمنصة بتكوين تو جين”. وفي ذلك الإصدار، اقتبست المنصة قول سيغال بأنه يدعم العرض الأولي الخاص بالشركة “من كل قلبه”.
نتيجة لذلك، فرضت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية غرامة قدرها 314 ألف دولار على سيغال، الذي وافق على دفع هذا المبلغ دون إنكار أو الاعتراف بأية اتهامات موجهة له. اتفق الممثل مع الهيئة على دفع 157 ألف دولار مُقدماً، والتي تغطي مدفوعات الترويج بالإضافة إلى فائدة ما قبل الحكم. بالإضافة إلى ذلك، يتبقى على سيغال دفع 157 ألف دولار أخرى غرامةً مالية. وبجانب العقوبة المالية، اتفق الممثل على الابتعاد عن الترويج لأي شكل من الأوراق المالية خلال السنوات الثلاثة المقبلة.
هيئة الأوراق المالية والبورصات تلاحق المشاهير الداعمين لعروض التوكنات
ينضم سيغال إلى قائمة المشاهير الذين دعموا عروضاً أولية للعملات سواء لمرة واحدة أو أكثر. ففي عام 2018، واجه المُلاكم السابق فلويد مايويذر والدي جي ومؤلف الأغاني دي جي خالد مشكلة مع هيئة الأوراق المالية والبورصات بعد ترويجهما لعرض أولي للعملة عُرف فيما بعد بأنه كان احتيالاً أجرته شركة سينترا تيك Centra Tech.
اتفق كل من مايويذر ودي جي خالد مع الهيئة على دفع مبالغ 614,775 دولار و 152,725 دولار على الترتيب.
وبعيداً عن الترويج المقصود من المشاهير للتوكنات المشفرة، هناك حالات احتيال في استخدام صور وعبارات مزيفة للمشاهير بهدف الترويج لبعض التوكنات.
وكما ذكر موقع بلوكونومي Blockonomi من قبل، فقد قاضى الملياردير القطري والزوج السابق لجانيت جاكسون، وسام المانع شركة فيسبوك Facebook بسبب سماحها للمحتالين باستخدام صورته للترويج لعمليات احتيالية خاصة بهم على منصة التواصل الاجتماعي. وقد أصدر المحتالون مقابلة مزيفة لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) مع الممثلة البريطانية كيت وينسلت لإقناع المستثمرين بالاستثمار في النمط الاحتيالي الذي طوروه والمعتمد على البتكوين.
وبالرغم من ذلك، هناك بعض المشاهير الذين يُطلقون توكناتهم الخاصة. مثل أسطورة الملاكمة ماني باكياو الذي أصدر توكن الباك (PAC)، والذي أعلن فيما بعد إدراجه في منصة جي كوكس GCOX.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة