في مساء يوم الأحد 23 فبراير/شباط 2020، خصص مسلسل ذا سيمبسونز The Simpsons في خطوة فاجئت العديدين، جزءاً كبيراً من آخر حلقاته (الموسم 31، الحلقة 13) للعملات المشفرة والبلوكتشين والبتكوين.
رغم أن ما قيل كان محلاً للنظر وغير دقيق في بعض الأحيان، تمثل هذه خطوة كبيرة للأمام لنشر الوعي بهذه الصناعة المتنامية، التي تبدو وكأنها على مشارف موجة جديدة من الارتفاع الحاد.
ذا سيمبسونز يذكر العملات المشفرة
في حين لا تزال صناعة العملات المشفرة صناعة هامشية، تنتشر عبر نواة صلبة من المتبنين الرواد، والمجرمين والباحثين عن الفرص، هناك إشارات تدل على أن هذه الفئة من الأصول ستصير رائجة عما قريب.
في حلقة يوم الأحد من ذا سمبسونز، والتي جاءت بعنوان “فرينكوين”، لأن حبكتها الأساسية تدور حول عملة مشفرة ابتكرها البروفيسور فرينك، وضع صناع المسلسل مقطعاً لمدة دقيقتين يصور الشخصية الكرتونية لجيم بارسونز، الممثل الذي يؤدي دور شيلدون كوبر، الشخصية الرئيسية في مسلسل نظرية الانفجار العظيم، وهو يناقش العملات المشفرة.
كان بارسونز يتصرف كما يفعل عادة، لابساً قناع الشخصية مهووسة العلم والتكنولوجيا الذي يرتديه دائماً.
جاء بارسونز في شرحه على ذكر عدة موضوعات أساسية، منها تكنولوجيا البلوكتشين التي تقوم عليها العملات المشفرة وكيفية عمل السجل، وكيفية توزيع العقد والسجلات وكيفية إضافة البلوكات إلى البلوكتشين. اكتشف كاتب المقال بعض أوجه القصور في السيناريو، لكنه جيد في مجمله.
شمل هذا المقطع أيضاً أغنية يغنيها كتاب كارتوني بصوت يشبه لويس أرمسترونج، ويمثل سجل العملات المشفرة. شمل كلمات الأغنية مقاطع مثل “في كل يوم أقترب خطوة من أن أصبح مال المستقبل”، و”أنا إجماع البيانات والمتشاركة والمتزامنة”، “أنا لست في محفظتك بل في حاسوبك”.
أكثر ما يجذب الانتباه في هذا المقطع، هي بطاقة المعلومات التي ظهرت على الشاشة، والتي تقول “كل ما تريد معرفته عن العملات المشفرة”. بدأت النقاط الواردة في البطاقة الساخرة على ما يبدو، جادة ثم تحولت إلى المزاح. ورد في بعض السطور في النصف الأسفل من البطاقة عبارات مثل: “استخدام كلمة عملات مشفرة مراراً وتكراراً أثناء تعريف العملات المشفرة، يعطي انطباعاً بأننا نملك فهم الخبير بالعملات المشفرة للعملات المشفرة”.
“يمكن توليد العملة المشفرة، باستخدام النقد مثل العملة التقليدية أو إلقائها عشوائياً في الأرجاء أو منحها كلها لليبرون”.
“نعلم من هو ساتوشي، لكننا لن نخبركم”.
وسخرت بطاقة المعلومات كذلك من آلية إجماع إثبات العمل التي تستخدمها البتكوين، بعبارة تقول “لذا لدينا، مبان مليئة بأجهزة الحاسوب المستهلكة للطاقة الكهربائية وطاقة التبريد، تحل مسائل رياضية عديمة الجدوى”.
أبدى البعض ردود فعل إيجابية تجاه المقطع، على الأرجح لأنه ذكر أن العملات المشفرة قد تصبح “مال المستقبل”. ولأن المسلسل معروف في بعض الدوائر على الإنترنت بقدرته على توقع المستقبل بدقة أو التنبؤ به، كما حدث حين توقع فوز ترامب بالرئاسة قبل عقد من الزمان، قال البعض مازحين إن المقطع هو تأكيد على مستقبل الصناعة.
التحول إلى الرواج
ليس جلياً إن كان مشاهدو المسلسل الكوميدي قد هرعوا لشراء البتكوين بعد انتهاء الحلقة. في كل الأحوال تمثل هذه الحلقة خطوة كبيرة للأمام في طريق الترويج للعملات المشفرة.
لدى مسلسل ذا سمبسونز، وفقاً لبيانات موقع ستاتيستا Statista، معدل مشاهدة يبلغ أربعة ملايين، وهو أقل من أعلى معدل وصل له في مواسمه المبكرة، لكنه مع ذلك يظل رقماً كبيراً.
يأتي ذكر البتكوين في منصة رائجة، في وقت نشهد فيه تركيزاً متزايداً من وسائل الإعلام السائدة على العملات المشفرة.
لاحظ كاتب المقال، تنامياً في تغطية وسائل الإعلام السائدة مثللسي إن إن وبلومبرغ فاينانشال تايمز للبتكوين وصناعة العملات المشفرة في العموم. فقد نشرت سي إن إن هذا الشهر مقالاً عن ارتفاع سعر البتكوين إلى 10 آلاف دولار، محاولة منح القراء فكرة عن عودة هذا السوق المثير للجدل إلى الحياة.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة