عرضت شركة فودافون Vodafone، الشركة المزودة لخدمات الهاتف المحمول التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، مؤخراً عملة البتكوين (BTC) في إعلانها الألماني الأخير الذي نُشر للمرة الأولى على صفحة الشركة عبر موقع فيسبوك Facebook بتاريخ 17 فبراير/ شباط 2020؛ في ما يراه كثيرون ضربةً تحت الحزام لشركة فيسبوك، عقب خروج شركة فودافون من رابطة ليبرا Libra Association في وقت سابق من العام الجاري، 2020.
هل توجّه شركة فودافون بذلك رسالة لرابطة ليبرا التابعة لشركة فيسبوك؟
بدأت شركة فودافون تحوز اهتمام مالكي عملة البتكوين (BTC) بفضل إعلانها الجديد عن البتكوين الذي نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك. فودافون هي إحدى الشركات التي كانت مستعدة لدفع 10 ملايين دولار أميركي لتشغيل عُقدة لعملة ليبرا Libra المشفَّرة التابعة لشركة فيسبوك بصفتها أحد أعضاء رابطة ليبرا.
جدير بالذكر أنَّ شبكة ليبرا كانت تخطط في بادئ الأمر إلى أن تجعل الشركات الشريكة لها تتولى تشغيل عُقد التحقق من صحة إثبات الحصة الخاص بشبكة العملة المشفَّرة مقابل رسوم سخية. لكن بعد أن أدى تورّط فيسبوك تنظيمياً إلى توقف الزخم الذي كان يحرّك عملة ليبرا إلى الأمام مؤقتاً، قررت 8 شركات من أصل الشركات العشرة التي التحقت بالمشروع الابتعاد والتخلي عنه.
كانت شركة فودافون واحدةً من الشركات التي ابتعدت عن المشروع؛ حيث تخلت عنه في شهر يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، 2020. ويرى البعض نشر إعلان فودافون الموجّه للبتكوين للمرة الأولى على صفحة الشركة عبر موقع فيسبوك بمثابة إهانة مستترة موجهة لشركة فيسبوك.
بينما تصرّ شركة فودافون أنَّها تركت مشروع ليبرا من أجل التركيز على نظامها للدفع بنظام النظير إلى النظير، إم بيزا M-Pesa، الذي يحظى بـ17 مليون مستخدم من جميع أنحاء العالم، وأحدث ثورة في مجال الشمول المالي في كلٍ من كينيا وتانزانيا، مع مخططات للتوسّع في العديد من الدول النامية الأخرى.
تقديم الخدمات البنكية لغير المتعاملين مع البنوك
لقد حظى نظام إم بيزا بنجاح منقطع النظير؛ فهو نظام يتيح لمستخدميه تحميل الأموال على جهازهم المحمول والدفع مقابل أي عملية شراء من أي نوع، حتى بالنسبة لمن لا يمتلكون حساباً بنكياً.
يستخدم نظام إم بيزا الرسائل النصية القصيرة على الهاتف المحمول ونظام رقم التعريف الشخصي PIN لتقديم خدمات شبيهة بالخدمات المصرفية لملايين المستخدمين في الاقتصادات النامية.
ولما كانت أهداف نظام إم بيزا تتوافق مع ما يعتبره كثير من هواة العملات المشفَّرة “تقديم الخدمات المصرفية لغير المتعاملين مع البنوك”؛ من المنطقي أن تكون شركة فودافون مهتمة بالعملات المشفَّرة باعتبارها وسيلة لتحسين الخدمة وتقليل التكلفة على مستخدميها.
وبما أنَّ شركة فودافون قد صرَّحت بنفسها أنَّها تحاول التركيز على استحداث الشمول المالي في الاقتصادات النامية، من المحتمل أنَّها تنظر للطبيعة مفتوحة المصدر والمفتوحة للجمهور التي يتمتع بها البتكوين باعتبارها هي الخطوة القادمة. وبعد أن رأينا كم التعقيدات الروتينية التي تواجه عملة ليبرا، ربما كانت العملة المشفَّرة الرائدة خياراً أفضل في النهاية.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة