في الوقت الحالي، تقع نسبة 60 بالمائة من معدل الهاش على شبكة المونيرو (XMR) تحت سيطرة تجمعي تعدين فقط. إذاً، ما مدى خطورة هذه المشكلة؟

هل تُعدّ شبكة المونيرو عرضة لهجوم 51%؟

في الوقت الحالي، يبدو أن هناك سيطرة كبيرة من تجمعات التعدين على شبكة المونيرو، وهي إحدى عملات الخصوصية، وقد كانت في فترة ما تحت قيادة ريكاردو سباجني الشهير باسم فلافي بوني Fluffy Pony في موقع ماجيكال كريبتو فريندس Magical Crypto Friends. في الماضي، أجرى مطوِّرو المونيرو عملية هارد فورك على الشبكة لمنع تطوير أجهزة تعدين معدلة (ASIC)، ولكن هذا لم يمنع من تكوّن تجمعات التعدين.

تتفوق أجهزة التعدين المعدلة بفارق كبير في الكفاءة على وحدات المعالجة المركزية التقليدية (CPU) لأن رقائقها مصممة خصيصاً لتناسب خوارزميات الهاش؛ أما وحدات المعالجة التقليدية فهي أجهزة حاسوبية عامة يمكنها إتمام الكثير من الوظائف، وليست مصممة لوظيفة بعينها.

ولكن مع ذلك، فإن مجتمع العملات المشفرة يُضفي خطورة لمشكلة مركزية التعدين التي تواجه المونيرو أكثر مما ينبغي، مثلما يفعل مع كل شيء في مجال العملات المشفرة. لأنه بالرغم من أن هناك تجمعيّ تعدين فقط يسيطران على أغلبية معدل الهاش، إلا أنهما مكونان من معدنين أفراد يمكن أن ينتقلوا بين تجمعات التعدين المختلفة في أي وقت.

قد يقرر هؤلاء المعدنون إعادة توزيع القدرة الحاسوبية الخاصة بهم عن طريق الانضمام لتجمعات تعدين أصغر، وقد لا يكون هذا الأمر مغرياً بالنسبة لهم.

واجهت البتكوين (BTC) مشكلات مشابهة متعلقة بمركزية التعدين، وتحديداً في الصين. ولكن في الماضي، قام المعدنون بالانتقال إلى تجمعات تعدين أصغر للحفاظ على اللامركزية في الشبكة وبالتالي الحفاظ على الشبكة ككل.

نظرياً، يمكن لتجمعيِّ التعدين اللذين يسيطران على 60 بالمائة من معدل الهاش في الشبكة أن يتصرفاً كمهاجمين ويبدءا هجمةاً من نوع 51 بالمائة على شبكة المونيرو. حينئذ يمكنهم السيطرة على سجل شبكة البلوكتشين، ومنع معاملات بعينها ويمكنهم أيضاً إجراء عمليات إنفاق مزدوج. ولكن بالرغم من هذه النظرية، فإن المعدنين الأفراد، في أغلب الظن، سوف ينتقلوا من هذه التجمعات لحماية استثماراتهم في أجهزة التعدين وأيضاً أموالهم من عملات المونيرو.

مشكلة المركزية تزداد تعقيداً

مثلما ذكرنا من قبل، يُدرك مطوِّرو المونيرو أثر أجهزة التعدين المعدلة على التعدين، وبالتالي حاولوا منع استخدام تلك الأجهزة عن طريق تغيير خوارزميات الهاش الخاصة بشبكتهم في أكثر من مناسبة.

وقد أدى هذا إلى حذر مبالغ فيه تجاه مشكلة مركزية التعدين. لكن الأمر ببساطة هو أن مركزية أجهزة التعدين مختلفة عن مركزية تجمعات التعدين. لأن مركزية أجهزة التعدين تحدث عندما يمتلك بعض المعدنين أجهزة أكثر كفاءة بكثير من وحدات المعالجة التقليدية، وبالتالي، فإن المعدنين التقليديين لن يستطيعوا منافستهم. وهذا يعطي للمعدنين الذين يستخدمون أجهزة التعدين المعدلة تفوقاً غير عادل على غيرهم من المعدنين بالنسبة لتوليد بلوكات جديدة وكسب المكافآت.

أما مركزية تجمعات التعدين، فهي تحدث عندما ينضم أغلبية المعدنين إلى التجمعات الرئيسية لأنها تغريهم بأرباح أعلى. وفي مجال التعدين، فإن التجمعات الأكبر تُعني معدلات هاش أعلى، وبالتالي فإن هناك احتمالية أكبر لتوليد بلوكات جديدة، وينتج عن كل هذا أن قلة من تجمعات التعدين تستحوذ على أغلبية معدل الهاش على الشبكة. ومن الجدير بالذكر أن المعدنين أصحاب أجهزة التعدين المعدلة يمكنهم، نظرياً، التعدين في تجمعات كبيرة أيضاً.

بالنسبة للتجمعات الأصغر، فإنك تحصل على مكافآت أقل لأن تلك التجمعات الصغيرة تحصل على مكافآت أقل بسبب انخفاض معدلات الهاش لديها. وإذا أساءت تجمعات التعدين الكبيرة في تصرفاتها، فإنه من المحتمل أن يتحفز المعدنون لمغادرة تلك التجمعات الكبيرة والانضمام إلى تجمعات أصغر لحماية نزاهة شبكتهم.

إذاً، وبالرغم من أنها محط اهتمام كبير، إلا أن مشكلة مركزية التعدين على شبكة المونيرو لها أوجه كثيرة وقد لا تكون بالخطورة التي تبدو عليها.