ترقية جديدة للبتكوين قد تكون هي الأكبر حتى الآن لتعزيز الخصوصية وزيادة السعة، حققت إنجازين مهمين لم يلحظهما كثيرون خارج الدوائر التقنية.
في أواخر يناير/كانون الثاني، قدَّم بيتر ويل، أحد المساهمين في برمجة البتكوين والعقول التي أبدعت ترقية تاب روت Taproot، تعديلاً على الكود ما زال في طور الإعداد على موقع غيت هاب GitHub، عبر تقديم طلب سحب Pull Request.
وكتب بيتر أن “دمج هذا التغيير في الكود متوقف على دعم المجتمع للمقترح. ونعرضه هنا لنبين تغييرات الكود التي سيتطلبها”.
تقديم طلب سحب لكود البتكوين لا يعني أن التغيير رسمي، لكنه خطوة رئيسية. وفي حين يتحمس كثيرون في مجتمع البتكوين للترقية، فإن تحويل الأفكار إلى أكواد كان يجري في الأغلب وراء الكواليس. غير أن طلب السحب الذي قدمه ويل يدفع بالتغييرات إلى دائرة الضوء، ما يُشير إلى أن الكود اقترب من الجاهزية للتنفيذ.
وبعد يومين من تقديم ويل طلب السحب، ترك عدد من مطوري البتكوين ومنهم جون نيوبيري وبن ووزلي وآدم فسكور تعليقات مراجعة للكود، وهذه علامة أخرى على الدرجة العالية من الترقب للتغيير القادم.
وفي إنجاز رئيسي آخر، لكنه أكثر رمزية، اتخذت ثلاثة مقترحات لتحسين البتكوين (BIP)، وهي مخططات لإحداث تغيرات في الأكواد، أرقاماً على موقع غيت هاب.
جزء مهم من المقترح هو توقيع شنور Schnorr المشفر لإثبات ملكية العملات، وهو أفضل من توقيعات البتكوين الحالية لأنه يفتح الباب أمام تحسينات مستقبلية لزيادة السعة ويمكن المطورين من بناء تقنيات جديدة قائمة على البتكوين.
تُضيف ترقية تاب روت باستعمالها توقيعات شنور إمكانات جديدة للعقود الذكية على البتكوين، ما يعزز من الخصوصية. على سبيل المثال، لن تبدو معاملات فتح قنوات المدفوعات وغلقها على شبكة لايتننغ، التي تسمح بتحويلات أسرع للمبالغ الصغيرة، مختلفة كثيراً عن المعاملات العادية. لذا سيصعب على المتلصصين على البتكوين معرفة ما يفعله المستخدمون بالضبط.
تغيير بلا قادة
بما أنها عملة لا مركزية، ليس للبتكوين قائد يمكنه الدفع بالتغييرات مباشرة. لذا فإن أي تغيرات كبيرة (أو عمليات سوفت فورك Soft Fork) لا يتشربها الكود إلا بموافقة الجميع تقريباً.
وإن لم يخرج المجتمع باعتراضات سليمة على ترقية تاب روت، مثل الكشف عن ثغرة أمنية بها، قد تصبح الترقية الأكبر للعملة المشفرة منذ عام 2017، حين تبنى المجتمع ترقية سيغويت SegWit بعد نقاشات مطولة حادة.
حتى هذه اللحظة، يبدو أن تاب روت تحظى بإجماع المطورين. فقد نظم مطور البتكوين أنطوني تونز مجموعة لمراجعة مقترحات تحسين البتكوين والتدقيق فيها، وتقديم التعليقات والاقتراحات. ويُمكن لأي مطور الانضمام للمجموعة إن أراد.
هذا “الجيش” من المطورين أنهى مراجعته لتغييرات البروتوكول في بداية شهر يناير/كانون الثاني. وقام ستة عشر مطوراً من بينهم بتقديم “مسح” في نهاية المراجعة بتعليقاتهم وتقييمهم للترقية، وكلهم وافقوا على تغييرات تاب روت.
ما زال هناك الكثير من العمل. وفي حين يفحص كثيرون الكود بحثاً عن تحسينات محتملة أو أخطاء، يتناقش مطورون حول الطريقة الأفضل لتبني الشبكة اللامركزية العالمية للتغييرات بأقل قدر ممكن من المشاكل. وحين نتذكر الجدل الذي احتدم أثناء ترقية سيغويت، يعد ذلك طلباً بعيد المنال.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة