صار واضحاً للغاية أن شبكة البتكوين تحتاج إلى النمو من حيث عدد المعاملات، إذا كنا نطمح في أن تصبح عملة نظير للنظير متبناه بشكل واسع. وحالياً توجد تقنيتان تعملان على حل هذه المشكلة، وهما شبكة لايتننغ وشبكة ليكويد الجانبية، ولكن ما هي التقنية الأفضل بينهما؟
توسع البتكوين من أجل المستقبل
شئت أم أبيت، هناك حقيقة تُقرّ بأن البتكوين حالياً بطيئة ومحدودة بشكل بالغ. إذ يعادل أقصى معدل لإجراء المعاملات على الشبكة حوالي 7 معاملات في الثانية، وهي بذلك تتخلف بمسافة كبيرة عن نظيراتها من العملات المشفرة. ومثلما ذكر موقع بتكوينست Bitcoinist هذا الأسبوع، فإن عدد المعاملات في الثانية (TPS) يعد واحداً من أكثر العوامل التي تقف عقبة أمام انتشار تبني البتكوين.
بدأت شبكة لايتننغ في بداية عام 2018 لتعمل كشبكة منفصلة للمدفوعات الصغيرة التي تعمل بنظام النظير للنظير. حصل هذا البروتوكول المختص بالمدفوعات على اهتمام هائل في النصف الأول من عام 2019، إذ ارتفعت قيمة الأموال التي على شبكة لايتننغ من حوالي 2 مليون دولار إلى أكثر من 12 مليون دولار بحسب موقع ديفاي بالس defipulse.com.
ومنذ ذلك الحين، انخفض معدل هذا النشاط لأن البتكوين أصبحت تُعد مخزناً للقيمة بدلاً منها وسيلة للمدفوعات. وبنهاية العام، انخفضت قيمة الأموال على الشبكة إلى 6 مليون دولار.
وبالرغم من ذلك، هناك بديل آخر متاح للاستخدام وهو شبكة ليكويد الجانبية، والتي طورتها شركة بلوكستريم Blockstream أيضاً التي تعمل في تكنولوجيا البلوكتشين. الشبكة مصممة بشكل أساسي للمتداولين ومنصات التداول، ويمكن الأخذ بها كحل عملي لمشكلة التوسع في شبكة البتكوين في هذا العام والأعوام المقبلة.
فحصت شركة لونغ هاش Longhash كلاً من هذين الحلّين لمشكلة التوسع ولاحظت أن شبكة ليكويد الجانبية بدأت في تصدر المشهد خلال الشهور القليلة الأخيرة.
وبحسب بحث آخر أجرته شركة تشيناليسيس Chainalysis، فإن 90 بالمائة من أنشطة البتكوين متعلقة بالتداول، مما يجعل شبكة ليكويد حلاً مناسباً للاستخدام في شبكة البتكوين.
والنظرية هنا هي أنه إذا كان كل من المتداولين والمستثمرين يتداولون البتكوين عبر منصات التداول، إذاً ليس عليهم إتمام كل هذه المعاملات على الشبكة لأن كلا الطرفين موثوقان.
من المحتمل ارتفاع رسوم معاملات الشبكة
منذ الارتفاع الهائل لأسعار البتكوين في عام 2017، انخفضت رسوم معاملات البتكوين بشكل كبير، فهي الآن حوالي 0.5 دولار للمعاملة بحسب آخر الإحصائيات. وإذا كان من المتوقع صعود السوق مجدداً في هذا العام بعد فعالية الانقسام في مايو/أيار، سينتهي زمن هذه الرسوم المنخفضة لمعاملات البتكوين.
يقول التقرير إنه من المحتمل انتقال جزء كبير من الإمداد الكلي لعملات البتكوين إلى شبكة ليكويد للاستفادة من انخفاض رسوم المعاملات.
هناك اختلافات بين هاتين الشبكتين في طرق التحويل، إذ تفرض شبكة لايتننغ رسوماً تمثل نسبة مئوية من القيمة المُرسَلة، مما يعني أنه من الأفضل استخدام شبكة ليكويد في المعاملات عالية القيمة. ويجب على المنصات أيضاً معالجة مسألة السيولة عن طريق الاحتفاظ بكميات كبيرة من البتكوين لقنوات شبكة لايتننغ على الإنترنت.
قد يكون المزج بين هاتين التقنيتين جزءاً رئيسياً من منهج التوسع متعدد الطبقات لشبكة البتكوين، ولكن شبكة ليكويد ستكون في الصدارة إذا تعثرت الشبكة مجدداً هذا العام.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة