لا يمكننا مع الأسف الاستمتاع بمنصة تواصل اجتماعي مثالية يمكنها تحقيق التوازن بين حرية التعبير و الصوابية السياسية. كما أن الشركات العملات مثل شركة فيسبوك Facebook تشارك بياناتك الشخصية وتقوم بتجارب سرية للتلاعب بالحالة المزاجية. هل تُعتبر منصة فويس Voice الخاصة بشركة بلوك. وان Block.one بديلاً؟
ينبغي أن تشارك هويتك الحقيقية في منصة فويس Voice
أعلنت شركة بلوك.وان Block.one، الشركة المسؤولة عن شبكة البلوكتشين الخاصة بعملة الإيوس (EOS)، العام الماضي عن اعتزامها تحدي شركة فيسبوك وتطوير منصة تواصل اجتماعي تكافئ مستخدميها على التعبير عن آرائهم عن طريق التوكنات القائمة على تقنية البلوكتشين.
ومع ذلك، فإن مصطلح “لامركزية” ليس مصطلحاً دليلياً في موجز منصة فويس Voice وخطتها. ولكن بدلاً من ذلك، ركزت المنصة على الهوية الحقيقية والشفافية بفضل تقنية البلوكتشين. وفي عبارة أخرى، قد تكون منصة فويس مجرد منصة تواصل اجتماعي أخرى، ولكنها قائمة على تقنية البلوكتشين.
وعندما نتحدث عن منصات التواصل الاجتماعي، دعونا نعود إلى الوراء إلى بداية عهد مواقع التواصل الاجتماعي ونتخيل هذا المشهد: مارك زوكربرغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك يروج لمنصته الجديدة في أوساط طلاب جامعة هارفارد ولكنه أطلق عليهم في السر لفظ “أغبياء”. لعلكم تعلمون بشأن الرسائل المتبادلة بينه وبين صديقه التي تم تسريبها، ولكني سأذكركم بها على أي حال:
- زوك: نعم فإذا كنت تريد بيانات عن أي أحد في جامعة هارفارد
- زوك: فقط خبرني
- زوك: لدي أكثر من 4 آلاف بريد إلكتروني وصور وعناوين ورسائل نصية
- الصديق: ماذا؟ كيف تمكنت من الحصول عليهم؟
- زوك: أرسلوها لي
- زوك: لا أعلم لماذا
- زوك: إنهم “يثقون بي”
- زوك: أغبياء
كانت الخصوصية تعني شيئاً في ذلك الحين، ولكننا اليوم نحب مشاركة كل تفاصيل حياتنا. وتدعونا منصات التداول الاجتماعي مثل فويس الآن للانضمام إلى النظام الإيكولوجي الخاص بها بعد استكمال إجراء تحقق. تأخذ منصة فويس مسألة الهوية الحقيقية على محمل الجد.
أما بالنسبة لهؤلاء الذين يحبون الأسماء الرمزية والصور المستعارة فهم غير مرحب بهم في منصة فويس.
لا يمكن أن يكون هناك أية منصات تواصل اجتماعي حقيقية تحترم آراء وخصوصية الجميع
لا يتوقع أحد أن ترضي منصة تواصل اجتماعي كل المستخدمين بالتساوي. فالناس مختلفون وسيكون هناك دائماً من يشعر بالإهانة من آراء البعض. ومع ذلك، لاعتبارات تتعلق بحرية التعبير، فإن هناك درجة مقبولة من الإساءة والسخط يتعين السماح بها. وإذا لم يحدث ذلك لن تكون هناك مناقشات أبداً.
تقدم منصة فويس نفسها على أنها تتيح للمستخدمين التعبير عن آرائهم وتتم مكافأتهم على ذلك. وبينما قد تنجح المنصة في استبعاد الخوارزميات الخفية ومزادات البيانات، إلا أنه لا يمكن لكل المستخدمين الاستفادة منها بشكل متساوٍ. هذا مستحيل في عالمنا هذا، إلا في المدينة الفاضلة.
ومع ذلك، لن تتيح منصة فويس لمستخدميها من “البشر” الحقيقيين التعبير عن كل أنماط الآراء. وبدلاً من ذلك، سيكون هناك رقابة لمنع “الأنباء المزيفة والتنمر والتلاعب”. بعبارة أخرى، من المرجح أن تترك المنصة ما يروقها وتحظر ما تعتقد أنه غير صائب سياسياً. وقد أوضحت الشركة: “لاتزال الرقابة تمثل أحد المخاوف، ولايستطيع مشغلو المنصات التحكم في القواعد التي تحكم تطبيقها فهي تخضع للسلطات التنظيمية والقوانين المعمول بها. ونحن كشركة نؤمن بحرية التعبير، وستمثل حرية التعبير أولوية الشركة مع العمل في إطار كافة اللوائح والقوانين المعمول بها”.
ومع ذلك، تنطوي مصطلحات مثل تنمر وتلاعب على غموض كبير في عالمنا اليوم المزدوج المولع بالصوابية السياسية، مما يعني أن المجموعة الحاكمة هي التي تحدد التعريفات. على سبيل المثال قد يُعتبر هذا المقال “متنمراً” لأنه لا يعترف بمنصة فويس كمنصة تواصل اجتماعي حقيقية لامركزية. كما يمكن اعتباره “تلاعباً” لأنه يشجع الجمهور على تجنب المنصات التي تدعي احترام رأيك ولكنها تستخدم آليات المراقبة التي تديرها هيئة مركزية. ولكن في الحقيقة، هذا مجرد رأي.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة