تحل في السادس عشر من يناير/كانون الثاني، الذكرى الثانية لإغلاق موقع بت كونكت، أحد أشهر مواقع التسويق الهرمي في عالم العملات المشفرة.
انهار مخطط بت كونكت بعدما هبطت البتكوين عن أسعار الذروة
وعد مخطط إقراض العملات المشفرة، والمعروف باجتماعاته ذات الحضور الجماهيري الغفير ورسائله ذات الشعبية الواسعة، بمعدلات إيرادات مرتفعة، معتمداً في ذلك على التزايد المطرد في سعر البتكوين (BTC). وفي ذروة نشاطه، اقترب سعر توكن البت كونكت (BCC) من مستوى 600 دولار أميركي.
ولكن، وفي خلال يوم واحد فحسب، انهار سعر التوكن إلى ما دون الدولار قبل أن يتم إزالته من قوائم كل منصات التداول بعدما أعلن عن أنه سيتم إغلاق الموقع بعد صدور عدة أوامر بإيقاف نشاطه. كان بت كونكت أول موقع لما يعرف بمخططات إقراض العملات المشفرة، والتي كانت تستقبل إيداعات بعملة البتكوين وتقوم بدفع معدلات الفائدة بالدولار الأميركي.
كانت الخدعة التي اعتمد عليها بت كونكت هي إجبار عملائه على تحويل البتكوين إلى توكن بت كونكت على الموقع نفسه، لأن توكن البت كونكت لم يكن يتم تداوله إلا في منصة التداول الداخلية الخاصة ببت كونكت، مما سمح للموقع برفع السعر متى شاؤوا. تم تسعير بت كونكت بحذر في بادئ الأمر عند 3.5 دولار أميركي، إلا أن من انضموا للموقع في وقت لاحق اضطروا إلى دفع أسعار أعلى بكثير.
تحمل تلك المقاربة بالطبع كل صفات خدعة بونزي، أو الهرم المالي، والتي تعتمد على دخول مستثمرين جدد وإيداعهم للأرصدة من أجل دفع فوائد المستثمرين الأوائل. إلا أن بت كونكت نجحت أيضاً في دفع عوائد شهرية بشكل منتظم لمعظم وقت تشغيلها، مما أعطى انطباعاً خادعاً بأنها تمثل نظاماً ناجحاً.
لا تزال خدع العملات المشفرة منتشرة
يمكن النظر لبت كونكت باعتبارها قصة تحذيرية، إلا أن ذلك لم يمنع المشاريع الأصغر حجماً من محاكاتها. فبعد إغلاق بت كونكت بفترة قصيرة، خسرت الدافور كوين DavorCoin، وهي مشروع مشابه، 99% من قيمتها. وشملت المحاولات المشابهة أيضاً أوس كوين Auscoin. وفي السنين التالية لفشل بت كونكت، فقد انهارت أحد أكبر خطط الاحتيال في عالم العملات المشفرة، وهي خدعة وان كوين OneCoin، وهي الشبكة الدولية التي قادتها الطبيبة روزا إغناتوفا. إلا أن ذلك لم يمثل نهاية لمخططات بونزي.
ففي صيف عام 2019، اشتهر مشروع البلاس توكن PlusToken، بعد شهور من اجتذاب المستثمرين الآسيويين دون التواصل مع المستثمرين الغربيين. نجح مشروع بلاس توكن في اجتذاب كمية معتبرة من عملات البتكوين، وهي العملات التي لا تزال تحاول أن تجد طريقها إلى منصات التداول اليوم.
كما حاول بت كونكت أن يعيد إطلاق نفسه بشكل جديد، وتضمن ذلك الشكل بيع توكنات جديدة، إلا أن الاسم قد أصبح سيئ السمعة للغاية. لا يزال تريفون جيمس، وهو أحد أكبر المؤثرين والمروجين للمخطط، طليقاً ونشطاً على مواقع التواصل الاجتماعي. وجرى انتقاده مؤخراً بعدما انتقل إلى هكس HEX، وهي مشروع عملات مشفرة مشتبه فيه أيضاً.
وبالرغم من انهيار بت كونكت، فلم يتخل البعض عن فكرة الإقراض المبني على العملات المشفرة. ففي عالم التمويل اللامركزي، فإن هناك مشاريع تعمل بناءاً على مبادئ مشابهة لتلك الخاصة ببت كونكت. إلا أن قواعد المشروع وضعت بحذر لتمنع النمو المطرد، ولتتحكم في تدفق الأموال لتطيل أمد المخطط.
ومنذ إغلاق بت كونكت، فقد حاول فضاء العملات المشفرة أن ينقذ سمعته، وأن يتفادى الاتهامات القائلة بأن كل الأرباح داخل فضاء العملات المشفرة مبنية على خدعة بونزي.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة