في يوم الإثنين الموافق 20 يناير/كانون الثاني، ظهر الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس SpaceX إيلون ماسك في برنامج البودكاست ثيرد رو تيسلا Third Row Tesla لمناقشة عدة مواضيع متعلقة بشركاته وأعماله الحالية وأفكاره حول مستقبل التكنولوجيا. وعند نقطة معينة في الحوار، سُئِل ماسك عن رأيه في البتكوين وغيرها من العملات المشفرة، وهو موضوع اعتاد ماسك التغريد بشأنه بشكل مستمر.
وفي إطار أفكاره العامة حول التكنولوجيا المالية، قال ماسك: “لم أتخذ بعد موقفاً محدداً بشأن البتكوين”.
وبعدئذ طلب منه المحاورون أن يعبر عن أحاسيسه عندما قرأ الورقة البيضاء للبتكوين الخاصة بساتوشي ناكاموتو لأول مرة، حينئذ رد ماسك قائلاً: “شعرت حينها أنه مشروع ذكي للغاية”.
وبينما يرى ماسك قيمة للبتكوين نظراً لكونها أداة للمعاملات غير القانونية، إلا أنه لا يبدو من مؤيدي نظرية “الذهب الرقمي” التي تنظر للبتكوين كمخزن للقيمة.
استخدام العملات المشفرة في المعاملات المضادة للرقابة
بينما كان ماسك يغوص في أفكاره ومشاعره تجاه البتكوين، بدت النظرية العامة لديه حول العملات المشفرة أوضح.
قال ماسك: “يثير هذا النوع من الحديث غضب مجتمع العملات المشفرة، ولكن هناك معاملات لا تقع بالفعل تحت إطار القانون، وبالطبع هناك الكثير من القوانين في الدول المختلفة. وبطبيعة الحال، تُستخدم النقود في المعاملات غير القانونية، ولكن من أجل حدوث تلك المعاملات، لا بد من استخدام النقود في معاملات قانونية أيضاً. إذاً، يجب أن يكون لديك جسر بين القانوني وغير القانوني، وهنا يأتي دور العملات المشفرة”.
وعندما سُئِل عما إذا كان يقصد أنشطة الإنترنت المظلم على وجه التحديد، قال ماسك: “لا يمكن للأمر أن يظل مظلماً تماماً، لأنه إذا كان هكذا، فكيف لنا أن نتسوق الأشياء العادية؟ أما النقود، فيندر استخدامها هذه الأيام، وتزداد صعوبة استخدامها باستمرار. فهناك بعض الأماكن التي لا يمكنك استخدام النقود فيها على الإطلاق. لذا، هناك حاجة لوجود المعاملات غير القانونية، أو المعاملات القانونية التي تعد غير قانونية في بعض الحالات. بمعنى أصح، هناك حاجة لطريقة تجمع بين القانوني وغير القانوني”.
وبينما يرى ماسك قيمة البتكوين في كونها أداة للمدفوعات التي يصعب إتمامها، يرى الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا أن هناك حاجة لوجود جسر بين السوق السوداء التي تحركها العملات المشفرة وبين الاقتصاد التقليدي القانوني.
من الجدير بالذكر أنه تم تقديم مشروع قانون للكونغرس الأميركي في الأسبوع الماضي، قد يعزز من قدرة البتكوين على تقديم نفسها كعملة فعالة وقانونية في الولايات المتحدة.
البتكوين لن تصبح قاعدةَ البيانات المالية الأساسية
بالرغم من أن ماسك يرى الاستخدام الأهم للبتكوين هو قدرتها على تمكين المعاملات غير القانونية في المجتمعات اللانقدية، إلا أنه تطرق بجرأة إلى فكرة كونها نوعاً من العملات الاحتياطية العالمية هذه الأيام. إذ قال: “أرى في تكنولوجيا العملات المشفرة بديلاً جيداً للنقود، ولكنني لست أراها بديلاً فاعلاً للعملات الرسمية من الأساس، فأنا لا أتوقع أن تصبح البتكوين هي قاعدة البيانات الرئيسية للمعاملات المالية في العالم”.
في حوار له مع شبكة سي إن بي سي CNBC خلال هذا الأسبوع، حذر الملياردير والمستثمر راي داليو من احتمالية أن تصبح البتكوين مخزناً للقيمة (مثل الذهب). إذ قال أن بيانات النصف الثاني من عام 2019 تظهر نظرة متزايدة للبتكوين على أنها “ذهب رقمي” بين المشاركين في السوق. وهذا واحد من أهم الاتجاهات التي يجب مراقبتها في عام 2020.
تأتي التوقعات بظهور المزيد من المستثمرين المؤسسين كمناصرين للبتكوين في فعالية الانتصاف الثالثة Bitcoin Halving Event لشبكة البتكوين بجانب توقعات بارتفاع أسعار الأصول المشفرة في عام 2020. لدرجة أن أحد العاملين بالصناعة توقع أن يصل سعر البتكوين إلى 50,000 دولار قبل نهاية هذا العام.
وفي تعليقه النهائي على موضوع البتكوين، أوضح ماسك أنه ليس لديه أي اعتراض أخلاقي على العملات المشفرة. إذ قال ماسك: “قد يفهم البعض أنني في موضع الحكم على العملات المشفرة، ولكن في الواقع، هناك أشياء كثيرة يحظرها القانون في حين أنها لا يجب أن تكون محظورة. في بعض الأحيان أظن أن الحكومات تصنع قوانين أكثر من اللازم، لا يجب أن يكون لدينا هذا الكم من المحظورات”.
من الجدير بالملاحظة أن ماسك كان محافظاً على اتساق الرأي بخصوص البتكوين خلال السنوات الماضية، إذ عبّر عن نفس الأفكار بخصوص هذا الموضوع في عام 2014.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة