مع خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي الأسبوع الأول من فبراير/ شباط 2020، أعلنت كلٌ من الشركة الباريسية المقدّمة للمحافظ الصلبة ليدجر Ledger ومنصة التداول بت باندا Bitpanda التي تتخذ من العاصمة النمساوية فيينا مقراً لها، رأيها حول موضوع “خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست Brexit)”.
عُرضت في حي كناري وارف، حي المال في العاصمة البريطانية لندن، يوم الجمعة 31 يناير/ كانون الثاني 2020، لوحة إعلانية رقمية قياس 7 في 4 أمتار تابعة لشركة ليدجر تُعيد إحياء الشعار المثير للجدل المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) “لنستعد السيطرة” وتُحرّفه.
وقد صرَّح باسكال غوتييه، المدير التنفيذي لشركة ليدجر، أنَّه استغل هذه العبارة لكي “يوصّل فكرة عن البتكوين (BTC)”؛ فهناك الكثير من القيم المتشابهة المشتركة بين حركة بريكست ومجتمع العملات المشفَّرة، على حد قوله، إلا أنَّ العملات المشفَّرة وحدها تسمح للأفراد “باستعادة السيطرة فعلاً”، كما جاء في الإعلان. يُذكر أنَّ اللوحة الإعلانية عُرضت يوم الجمعة الماضي مدة 24 ساعة.
قال غوتييه في مكالمة هاتفية: “نحن نرى أنَّه من الظريف أنَّ الجملة ذاتها، استعادة السيطرة، يمكن أن تعني شيئين مختلفين. إنَّها لحظة عظيمة أن نصيغ أحد شعارات البتكوين بحيث يكون وسيلة فعّالة لاستعادة السيطرة على أموالنا وأسرارنا الرقمية ومفاتيحنا الخاصة”.
تهدف اللوحة الإعلانية إلى تحدي الأهلانية الكامنة وراء نجاح بريكست؛ إذ قال غوتييه: “بريكست تعني استعادة السيطرة على الحدود والعملة؛ وهي تدور حول المملكة المتحدة. بينما العكس هو الصحيح للبتكوين: فهو تقنية عالمية بلا حدود”.
“مستحيل أن يكون ملايين الأشخاص مخطئون؛ ما لم يكونوا بريطانيين”.
ينتظر المدير التنفيذي لمعرفة كيف ستؤثر صفقات التجارة الخاصة ببريكست في شركته مستقبلاً؛ إذ افتتحت شركة ليدجر مقر عمليات لها في المملكة المتحدة في الربع الماضي، الربع الأخير من عام 2019، ويعمل لديها عدة أشخاص في العاصمة البريطانية لندن، لكن “ليس لها مكتب فعلي في الوقت الحالي”.
أمَّا منصة تداول العملات المشفَّرة بت باندا، فقد اتخذت موقفاً أكثر تشدداً تجاه مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي.
إذ صرَّح إريك ديموت، مؤسس المنصة التي يقع مقرها في فيينا وأحد مديريها التنفيذيين: “أنا شخصياً أعتقد أنَّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خطأ، وأرى أنَّ العديد من الأشخاص لا يرون الأثر الفادح المترتب على ذلك، وأنَّهم ضُللوا بالأهداف قصيرة المدى لبعض السياسيين. لا يجب على أي سياسي يروّج لنفسه أن يكون سبباً في تجريد أحد من حريته”.
لذلك، وفي لفتة استهانة بهذه الخديعة السياسية المزعومة، أنفقت منصة بت باندا الأموال على حملة إعلانية على مدار عدة أيام لتذكير المشاهدين أنَّه “مستحيل أن يكون ملايين الأشخاص مخطئون”.
“ما لم يكونوا بريطانيين”.
سوف تُعرض لوحة المعاتبة هذه على “الشاشة The Screen” الموجودة في حي كناري وارف، وفي ثلاثة مواقع أخرى، وعلى 38 لوحة مثبّتة في جميع أنحاء غلاسكو واسكتلندا، وأيضاً في جميع أنحاء العاصمة البلجيكية بروكسل.
تعليقاً على ذلك، قال ديموت: “نريد أن نستفز الناس للتفكير في الأثر الذي سيخلفه تصويتهم في حياتهم”.
أمَّا بيتر ماكورماك، وهو معلّق بارز على العملات المشفَّرة مقيم في إنجلترا، فقد وصف اللافتة بأنَّها “نفاقية”، مضيفاً أنَّ “مؤيدي البتكوين الحقيقيين سيؤيدون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الأرجح”. ومن جانبه، قال ماكورماك إنَّه يؤيد الانفصال نظرياً، إلا إنَّه يدرك أنَّ التحالف الذي أُبرم في 1973 قد ساعد في الحفاظ على السلام في أوروبا.
تابع ماكورماك قائلاً، في مكالمة هاتفية: “لا شعور لدي تجاه الأمر. هذه خاتمة غير مشرّفة كلياً. لا أريد الاحتفال بترك الاتحاد الأوروبي”.
في حين صرَّحت إيفيس بوريك، الممثلة عن منصة بت باندا، أنَّ الشركة تلقت “إنكاراً للنص الإعلاني من مالكي وسائل الإعلام في لندن”؛ حيث إنَّهم رفضوا الطبيعة السياسية للإعلان، مضيفةً بقولها: “لحسن الحظ، لا تزال هناك حرية تعبير وقوانين للإعلان، لذا فإنَّ الإعلان معروض فعلاً في الموقع”.
بدأت الحملة الإعلامية لبت باندا ليلة الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2020، وقالت بوريك إنَّ الشركة سعيدة باستجابة المجتمع لها، وزعمت وجود زيادة قدرها 12.68 بالمائة في عدد المستخدمين من أوروبا.
تعليقاً على ذلك، قال تشارلي شريم، وهو رائد أعمال أميركي وأحد الشخصيات البارزة في مجال العملات المشفَّرة: “إنَّ التسويق الإبداعي مذهل”.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة