يعتقد البعض أن قطاع خدمات الدفع متشبع جداً في الولايات المتحدة، ما يجعل السوق الآسيوية أفضل رهان للعملات المشفرة إذا أردت اختراق أسواق جديدة. لكن جيسون تشوي، رئيس الأبحاث في صندوق تمويل العملات المشفرة، يرى أن القارة قد لا تكون هدفاً سهلاً.
جدار عال يجب تسلقه
لجأ تشوي إلى تويتر لشرح الأسباب التي تجعله يعتقد أن العملات المشفرة قد تحتاج إلى بذل جهد أكبر في محاولتها للحصول على الزخم المطلوب في الأسواق الآسيوية.
أولاً، أشار للصين التي يعتبرها البعض “الكأس المقدسة” لقطاع خدمات الدفع.
بالرغم من أن سوق الدفع بواسطة الهاتف النقال في الصين سوق ضخم بلا شك، إلا أنه يخضع لسيطرة الشركتين المحليتين العملاقتين وي تشات WeChat وأليباي AliPay. تتم نسبة 85% من مدفوعات الشراء في الصين باستخدام الهواتف النقالة، و 90% منها تتم باستخدام أليباي و وي تشات.
رخصت كلتا الشركتين من قبل البنك المركزي الصيني، الذي ينتج يواناً رقمياً. من المرجح أن يواجه أي تهديد سوقي قد تشكله عملة مشفرة غير خاضعة للرقابة مقاومة من الحكومة في الصين.
هل منطقة جنوب شرق آسيا هي الحل بالنسبة لصناعة العملات المشفرة؟
إذاً، هل يوفر سوق مجزأ خاضع لسيطرة أقل على رأس المال مثل سوق جنوب شرق آسيا فرصة عظيمة؟ تغزو العديد من الشركات الكبرى هذه المنطقة سلفاً. أكبرها جراب Grab التي اشتهرت بأنها نظيرة أوبر في المنطقة، ولكنها أحدثت ثورة أيضاً في مجال خدمات الدفع.
تستثمر جراب مبلغ 250 مليون دولار في نظام بديل لتسجيل النقاط الائتمانية، مستهدفة 450 مليون دولار الأشخاص الذين لا يمتلكون حسابات مصرفية في المنطقة. يُنظر إلى الأشخاص الذين لا يملكون حسابات مصرفية بشكل عام على أنهم أحد أكثر القائمين بعمليات الشراء التي تستهدفها العملات المشفرة في سوق تجارة التجزئة.
مع ذلك، ما يزال النقد الورقي في جنوب شرق آسيا هو المسيطر على السوق، إذ يعتمد عليه السكان في 70% من معاملات الشراء. إن إقناع هؤلاء المستهلكين بالتخلي عن النقود الورقية واستخدام العملات المشفرة وإقناعهم في الوقت نفسه بأهمية المفاتيح الخاصة، مهمة شاقة.
نافذة من الفرص
يعتقد تشوي أن هناك فرصة أمام الشركات لتحجز لنفسها نصيباً من سوق خدمات الدفع في آسيا، لكن الأمر لن يكون سهلاً. فهو يرى أن “العملات المشفرة” المدعومة بشكل جيد مثل ليبرا Libra ستسيطر على السوق في النهاية وأن “هذه النافذة تتقلص شيئاً فشيئاً”.
لو كانت هذه النافذة المقصودة هي موعد صدور ليبرا، فهي لا تتقلص بالضرورة. فمستوى العداء تجاهها من بعض السلطات قد يؤخر إصدارها.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة