أعلنت أوزبكستان أن تأسيس “تجمع تعدين وطني” أولويةً في البلاد. وأعلنت الوكالة المختصة بمراقبة صناعة العملات المشفرة فيها أن المعدنين ممن سينضمون لهذا التجمع سيتمتعون بأسعار أقل للكهرباء. وتستعد إحدى دول آسيا الوسطى أيضاً لإطلاق منصة تداول عملات مشفرة مرخصة، يستطيع المعدنون من خلالها بيع العملات التي عدّنوها.
تعزيز قدرة تعدين العملات المشفرة
كشفت الوكالة الوطنية لإدارة المشروعات (NAPM)، وهي هيئة حكومية تابعة لرئاسة أوزبكستان، الغطاء هذا الأسبوع عن خططها لعام 2020 فيما يتعلق بتنظيم تداول العملات المشفرة وتنفيذ تقنيات البلوكتشين. قالت الوكالة أثناء مؤتمر صحافي يوم الإثنين 2020/1/13 إن تجمع التعدين المقترح سيساعد على تعزيز قدرات المعدنين المحليين والأجانب على المستوى الوطني.
ذكرت تقارير الموقع الإخباري المحلي سبوت Spot إن الدافع الأساسي وراء قرار الوكالة هو ضمان الكفاءة الاقتصادية وزيادة شفافية وأمن تعدين العملات المشفرة في البلاد. وتعتقد الوكالة أن القرار سيحسن كذلك من كفاءة استخدام الطاقة في هذا المجال وسيجعل الجمهورية السوفيتية السابقة تبدو أكثر جذباً للمستثمرين الأجانب.
إن إنشاء تجمع تعدين وطني هو أيضاً جزء من سلسلة الإجراءات التي قامت بها الوكالة لإبعاد معدّني العملات المشفرة عن الاقتصاد الخفي. ومن الإجراءات الأخرى إطلاق أول منصة تداول أصول مشفرة مرخصة خاصة بالبلاد الأسبوع المقبل، والتي ستتمكن شركات التعدين عن طريقها من بيع العملات المشفرة التي تحصل عليها مقابل إجراء معاملات العملات المشفرة.
من المقرر افتتاح منصّة أوزنكس Uznex، وهي منصة تديرها مجموعة كوبيا الكورية الجنوبية South Korean Kobea Group، رسمياً يوم الإثنين 20 يناير/كانون الثاني. يعرض الموقع الإلكتروني للمنصة المتاح حالياً على الإنترنت في نسخة تجريبية، سبعة أزواج تداول مقابل البتكوين (BTC) والعملة المستقرة التيثر (USDT)، منها البتكوين كاش (BCH) مقابل البتكوين والبتكوين كاش مقابل التيثر. تتخذ المنصة من العاصمة طشقند مقراً لها.
شرّعت جمهورية أوزبكستان تداول العملات المشفرة ومنحت تراخيص لمنصات تداول العملات المشفرة بموجب مرسوم خاص وقعه الرئيس شوكت ميرضيائيف في سبتمبر/ أيلول 2018. هيأ مرسوم آخر صادر عن الرئاسة في يوليو/ تموز من ذلك العام الأساس القانوني للأنشطة المتعلقة بالعملات المشفرة عامةً وتنفيذ تقنيات البلوكتشين.
المشاركين في تجمع التعدين سيحصلون على أسعار أفضل للكهرباء
اتخذت السلطات الأوزبكية، على الرغم من هذه التطورات الإيجابية المبدئية، بعض الخطوات التي قد تؤثر سلباً على صناعة العملات المشفرة الوليدة في البلاد. وكما ذكرت تقارير القسم الإخباري لموقع بتكوين نيوز news.Bitcoin.com فإن التعديلات التي اعتمدت مؤخراً فيما يتعلق بالنظام التنظيمي تحُدّ من الفرص المتاحة أمام الأفراد لاستخدام العملات المشفرة،. ووفقاً لوسائل الإعلام المحلية، يحظر أمرٌ صادر عن الوكالة الوطنية في أوائل ديسمبر/ كانون الأول على مواطني أوزبكستان فعلياً شراء وتداول العملات المشفرة. سيُسمح لهم فقط ببيع العملات على منصات الدولة المرخصة.
استهدفت هذه الخطوات محطات التعدين المحلية أيضاً. حددّ مرسوم حكومي آخر أسعارً أعلى للكهرباء التي يستهلكونها. سيتعين على المعدنين بموجب اللوائح الجديدة دفع ثلاثة أضعاف السعر المعتاد مقابل الطاقة التي يحتاجونها. حذر أعضاء مجتمع صناعة العملات المشفرة من أن أي زيادة أكثر من 1.7 من ضعف التعريفة المعتادة ستقلل عملياً الربح إلى الصفر، بالنظر إلى أسعار العملات المشفرة الحالية. حسّن انتعاش السوق المستمر ربحية تعدين البتكوين، لكن يظل سعر الكهرباء عاملاً رئيسياً في هذا العمل أيضاً.
مع ذلك، ومع وجود تجمع التعدين الذي تود الحكومة تأسيسه، يجب أن تتغير الأمور إلى الأفضل. عبرت الوكالة الوطنية لإدارة المشروعات عن موقفها الرافض لقرار الحكومة برفع أسعار الكهرباء على المعدنين. تخطط الوكالة، من أجل تصحيح الوضع غير المواتي، لأن تسمح لأعضاء تجمع التعدين بدفع الأسعار العادية. وقال فياتشيسلاف باك نائب رئيس الوكالة الوطنية لإدارة المشروعات “أعتقد أن هذا سيكون أحد التدابير الأساسية لتشجيع المشاركة في هذا التجمع”. في الوقت نفسه ستدفع الشركات غير المشاركة رسوماً أعلى.
يكثّف الجهاز التنظيمي الآن جهوده لتأسيس تجمع التعدين الجديد ويُعدّ بالفعل، بالتعاون مع هيئات أخرى، مشروع مرسوم خاص بالرئيس الأوزبكستاني والذي سيتاح للجمهور لمناقشته خلال الأيام القادمة. أكد فياتشيسلاف باك قائلاً “يجب أن نقوم بذلك في الوقت المناسب حتى لا يتبعثر المستثمرون المستعدين للمجئ إلى هنا في الدول المجاورة”.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة