تزايد عدد الشركات العاملة بقطاعي البلوكتشين والعملات المُشفَّرة في إسرائيل بنسبة 32% في 2019، رغم الأحوال السوقية القاسية، وإغلاق عدة مشاريع استثمارية بارزة وخفض أعداد العاملين.
صناعة البلوكتشين الإسرائيلية تنجو من شتاء العملات المُشفَّرة
هناك 150 شركة نشطة عاملة بقطاعي البلوكتشين والعملات المُشفَّرة في إسرائيل اعتباراً من ديسمبر/ كانون الأول عام 2019، مما يمثل زيادة بنسبة 32% مقارنة بنهاية عام 2018، حينما كانت هناك 113 شركة فقط. كانت غلوبز Globes، الجريدة المالية المحلية، أول من نقل هذه البيانات عن استفتاء أجرته رابطة البتكوين الإسرائيلية (IBA).
يُعَدَ معدل النمو في 2019 متواضعاً، مقارنة بالنمو القوي المشهود في 2018، حينما تجاوزت أعداد الشركات الإسرائيلية العاملة في القطاع الضعف، إذ زادت بنسبة 113% من مجرد 53 شركة بنهاية عام 2017. وكان الوضع في مجال البلوكتشين هذا العام داجناً مقارنة بما جرى على مسرح التقنية العالية الأوسع في إسرائيل. فعلى سبيل المثال، شهدت صناعة التقنية بإسرائيل زيادة أعداد الشركات وحيدة القرن Unicorn، والمقصود بها المشاريع الخاصة التي تتجاوز قيمتها مليار دولار أميركي، من 11 شركة إلى 20 شركة هذا العام، إضافة إلى تضاعف إجمالي قيمة عمليات الخروج في عام 2018 حتى 9.9 مليار دولار أميركي في 2019، طِبقاً لتقرير حديث من شركة المحاسبة بي دبليو سي PWC.
وجد استفتاء رابطة البتكوين أنَّ من بين 113 شركة العاملة بالصناعة بنهاية عام 2018، ما زالت 63 شركة مستمرة بالعمل في المجال اليوم، بينما لم تتوفر معلومات عن نشاطات الشركات الأُخرى. مما يعني أنَّ نصف الشركات الإسرائيلية العاملة بصناعة البلوكتشين والعملات المُشفَّرة لم تنجُ من العام الماضي، أو غيرت طبيعة نشاطها لمجالات أُخرى، طِبقاً للبيانات المتاحة. علما أنَّ الرابطة أشارت إلى تضمن بيانات الاستفتاء لجميع الشركات المحلية العاملة في هذه المجالات، وإنَّ لم تكن نشاطاتها بالضرورة متمحورة حول تقنية البلوكتشين. فالعديد من تلك الشركات تركز جهودها رسمياً على قطاعات أُخرى، مثل تطوير البرمجيات، والتقنيات المتقدمة والأمان السيبراني على سبيل المثال، ثم تدمج نشاطها الرئيسي مع وجه ما من أوجه صناعة البلوكتشين أو العملات المُشفَّرة.
ولا تقدم رابطة البتكوين أي بيانات عن تغير عدد العاملين في مجال البلوكتشين بالشركات الإسرائيلية مقارنة بالسنوات الماضية، أو بتغير إجمالي حجم التمويلات التي جمعتها تلك الشركات. وإنَّ كان عدد العاملين بمعظم شركات البلوكتشين تقلص دراميتيكياً هذا العام، كما كان حشد رأس المال ضعيفاً مقارنة بالسنوات السابقة، حسبما جاء بتقارير الشركات التي كشفتها الجريدة على مدار العام الماضي. ليس هذا كله بمفاجأة، فالعديد من المشاريع الاستثمارية بإسرائيل حشدت قدراً مهولاً من أموال المستثمرين خلال فقاعة العرض الأولي للعملة (ICO)، ثم اضطرت للتأقلم للبقاء طافية عندما انفجرت الفقاعة.
أكثر من 90 شركة تدير عملياتها من تل أبيب
من الجدير بالذكر، إشارة الاستفتاء إلى أنَّ معظم الشركات الإسرائيلية العاملة بالقطاع شركات ناشئة حديثة العهد، لم يمض على وجودها أكثر من ثلاث سنوات. 30% من الشركات النشطة تأسست في 2017، و30% من الشركات المتبقية تأسست في 2018، طِبقاً للبيانات المتاحة. علماً بأنَّ أقدم الشركات المحلية العاملة بالمجال أُسست في 2012، وهناك أربع شركات في هذه الفئة ما زالت نشطة، بينما أُسست ست شركات فقط في العام الماضي، ممثلين 4% من إجمالي الشركات.
وتظهر الأرقام أنَّ معظم الشركات العاملة بالصناعة صغيرة الحجم نسبياً، ولا توظف أكثر من 10 عاملين. فطِبقاً لبيانات رابطة البتكوين، 65% من الشركات توظف حتى 10 عاملين، و31% منها توظف ما بين 11 و 50 عامل، بينما أربع شركات فقط، وهو أقل من 3% من إجمالي الشركات، توظف ما بين 50 و200 عامل.
أما في ما يخص مصادر تمويل الشركات العاملة بتقنية البلوكتشين والعملات المُشفَّرة في إسرائيل، وجدت رابطة البتكوين أنَّ 44% من الشركات تعتمد على التمويل الذاتي فقط. إضافة لذلك، حصلت 42% من الشركات على تمويل خارجي في نقطة ما؛ إذ حصلت 34% من الشركات على تمويل مبدئي، وأكملت حوالي 1% من الشركات جولة التمويل الأولى، في حين أكملت 6% منها جولة التمويل الثانية. بينما تستخدم 7% من الشركات أرباحها الخاصة لتمويل نشاطاتها.
ولاحظ الاستفتاء، عند دراسة التوزيع الجغرافي لصناعة البلوكتشين الإسرائيلية، أنَّ 91 شركة من أصل 150 شركة إسرائيلية بالمجال تعمل من تل أبيب، يافا العتيقة، وتسع شركات مقرها في مستعمرة هرتسليا، الواقعة على أراضي قرية الحرم، وست شركات في القدس المحتلة، وست شركات في نتانيا، أم خالد الفلسطينية، بينما توزع البقية على مدن مختلفة. أما في ما يخص مستوى النضج التقني، وجد الاستفتاء أنَّ 40% من الشركات أطلقت بالفعل منتجاً للسوق، و25% ما زالت في مرحلة البحث والتطوير، بينما لدى 10% نسخة ألفا مبدئية من منتجها و19% طورَّت نسخة بيتا تجريبية من منتجها بالفعل.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة