تحل مع عام 2020 بداية عقد جديد، ومعه يأتي النضج التدريجي لتقنية البلوكتشين، لتتحول عن النظرية إلى ترك أثر ملموس على مشاكل العالم الواقعية. فنحن قد نكون على عتبة نقطة تحول حقيقة للصناعة بأكملها.
هذه الصيحات السبع هي الأدلة على حالة الصناعة، ويتابعها ديفيد شراير، الكاتب بموقع كوين ديسك CoinDesk. وإليكم نص المقال:
1. البلوكتشين بالطبع
التحدي الذي واجهني على مدار السنوات القليلة الماضية، أثناء تعليم المستثمرين بتقنية البلوكتشين في أكثر من 130 دولة سواء خلال عملي بمعهد ماسا تشوستس للتكنولوجيا MIT وجامعة أوكسفورد University of Oxford، هو الحاجة إلى حالات استخدام أكثر إلحاحاً. وليس فقط أي حالات استخدام، أو أي سيناريوهات يمكن تطبيق السجلات المُوزعة فيها، بل حالات استخدام فطرية تدلل على تفوق تقنية البلوكتشين كوسيط مقارنة بتقنيات بيانات المعلومات الأُخرى. أنا متفائل بوصول الصناعة إلى منظور أكثر وضوحاً في عام 2020، في ما يخص أفضل الاستخدامات الممكنة لتقنية البلوكتشين وقابليتها للتوسع.
2.الألعاب
تمثل كلاً من صناعة ألعاب الفيديو، المُقدَّر حجمها بـ300 مليار دولار أميركي، وعالم المقامرة عبر الإنترنت، المُقدَّر بـ94 مليار دولار أميركي، حِسبَ النمو المتوقع بنهاية الربع المالي، مجالات تطبيق مثيرة للبلوكتشين.
ويقول جون دي أغوسطينو، مؤسس مبادرة ديجيتال أسيتس وركينغ غروب DAWG، إنَّ “الألعاب وتسليع تجربة اللعب هي الموضة في عام 2020”. كما أضاف أنَّه يرى فرص للنمو في “دمج قابلية الاستبدال النظرية، والشفافية وأمان قاعدة بيانات البلوكتشين مع سهولة التوكنات لخلق أسواق جديدة للأصول والتجارب الرقمية مثل ألعاب الإنترنت”.
إضافة لذلك، يؤكد دي أغوسطينو أنَّ “إلقاء لوم فشل نموذج عملك التجاري السيئ على قوانين الأوراق المالية” لم يعد رائجاً.
3.عودة البتكوين (أغادرت حقاً؟)
تظل البتكوين (BTC) أكثر مشروعات البلوكتشين نجاحاً حتى يومنا هذا من الناحية المالية، فقيمتها السوقية تتجاوز 130 مليار دولار أميركي في وقت كتابة هذا المقال. وكثيراً ما رددت، بعد الإصغاء لزميلتي ميلتيم ديميرورس، أنَّك تستطيع تدريب مُطوِّر بتكوين متوسط في غضون سنة أو تُدرب مُطوِّر إيثريوم (ETH) كفء في غضون شهر.
فشبكة البتكوين فريدة من نوعها، فهي اختراق للاختراقات، وبروتوكول فوضوي عملاق سرعان ما تنامى وتجاوز نفسه. أما الإيثريوم والبروتوكولات الأحدث فطُوِّرَت بصورة أكثر وعياً بالذات، مع وضع القابلية للتطوير بأيدي أطراف ثالثة في الاعتبار. ومع ذلك ها هي البتكوين تشغل مخيلات الجميع مرة أُخرى، حتى أنَّه تنامت إلى مسامعي أخبار عن عدة مشاريع بروتوكولات قائمة على بلوكتشين البتكوين تحت التطوير حالياً.
على سبيل المثال، سينتقل جاك دورسي للمعيشة في إفريقيا لعدة شهور، إيماناً منه بأنَّ دخول البتكوين للقارة الإفريقية سيُغير المشهد تماماً. وبالفعل قالت ميشيل شيفونغا، المستشارة بالاتحاد الإفريقي: “يُمكن لإفريقيا لعب دور ريادي بالثورة التقنية المُستفيدة من تقنيات مثل البلوكتشين، إذ سيغير توقيع إتفاقية التجارة الحرة القارة الإفريقية من وجه القارة. فالآن وقت إفريقيا”.
4.الصين تُعطي والصين تأخذ
أعلنت جمهورية الصين الشعبية، في غضون أسابيع قليلة، تقبلها بصدر رحب لتقنية البلوكتشين، ثم اتخذت إجراءات نظامية عنيفة ضد شركات العملات المُشفَّرة على الناحية الأُخرى.
تتبع حركة سعر البتكوين، مؤخراً، سبب لي دواراً. فطالما رددت أنَّني لا أضارب بالعملات المُشفَّرة، حتى لحسابي الشخصي، إذ لا استطيع توقع حركة أسعار العملات المُشفَّرة بدقة تسمح لي بتحقيق أرباح، وشهر نوفمبر/تشرين الثاني كان مثالاً جيداً للسبب. إضافة لذلك، لاحظت أنَّ البتكوين تمثل منافساً لعملة الرنمينبي (RMB) الرقمية الصادرة عن بنك الصين الشعبي (PBOC)، والمُعلَّن عنها حديثاً، لذا فالحكومة الصينية لديها مصلحة خفية في خفض سعرها.
5. العملات المُشفَّرة الصادرة عن البنوك المركزية تتصدر المسرح
قضيت الكثير من الوقت بصحبة هيئات حكومية ومؤسسات متعددة الحكومات، خلال السنوات القليلة الماضية، لمناقشة كيفية تشكيل سياسات ابتكار لدعم مجالات التقنية المتقدمة والبلوكتشين. ولاحظنا، زملائي وأنا، اهتماماً متزايداً بالعملات المُشفَّرة الصادرة عن البنوك المركزية (CBDC)، وليس فقط في الصين وفنزويلا، بل في بلدان عدة، سواء كبيرة كانت أو صغيرة.
قال لي سايمون شانتري، الشريك المؤسس لشركة بيت Bitt.com، “نظرت عدة بنوك مركزية في تطوير، وفي بعض الحالات اختبار، عدة شبكات بلوكتشين وشبكات موزعة لاستخدامها في النظام المالي. وبينما ترددت البنوك المركزية بداية في أخذ خطوات جدية نحو تجاوز مرحلة الاختبارات، حَفَّزَ ظهور المنافسة في هيئة العملات المُشفَّرة الخاصة و’العملات المُستقرة’ البنوك المركزية في مختلف أرجاء العالم لتطوير إستراتيجياتها التقنية. لذا اعتقد أنَّنا سنرى تقدماً ملموساً في العملات المُشفَّرة الصادرة عن البنوك المركزية خلال عام 2020، إذ ستحاول البنوك المركزية الاستفادة من التطورات التقنية العديدة المُحققة خلال العقد الأخير لتقديم نظم مدفوعات متقدمة، وأمنة وعالية الكفاءة لبلادها واقتصاداتها”.
وشانتري أدرى بهذا الملف. فالعديد من المطللعين على بواطن الأمور بالمجال ينسبون إلى شركة بيت شرف اصدار أول عملة مُشفرَّة صادرة عن بنك مركزي وقائمة على البلوكتشين في عام 2016.
لذا أتوقع الاعلان عن المزيد من العملات المُشفَّرة الصادرة عن البنوك المركزية خلال عام 2020، ومعها تسليط المزيد من الضوء على قابلية التشغيل المُشترك عبر الحدود.
6.إدارة الأصول تترك بصمتها على السوق
أحياناً ما تكون “سمكرة” النظام المالي جوهرية لعمل أي من المقترحات العظيمة حول البلوكتشين، حتى وإنَّ كانت أقل بريقاً من عروض التوكن أو محفظة إلكترونية جديدة. إحدى تلك المجالات هي إدارة الأصول، وهي امتلاك الأصول سواء مادياً أو إلكترونياً للحفاظ عليها. كما أنَّها شرط أساسي للاستثمارات المؤسسية الجادة في التوكنات الرقمية والعملات المُشفَّرة.
إذ قال بين يابلون، الرئيس التنفيذي لشركة سولت SALT، “لن تستطيع الصناعة أبداً التوسع في ظل غياب معايير قياسية واضحة لإدارة الأصول. فلا يمكننا السماح لأفراد المؤسسين بالإبحار نحو الغروب محملين بمئات الملايين من الدولارات، إذا ما كان لفضاء العملات المُشفَّرة الوصول لكامل امكانياته”.
فإما أنَّ تصل الصناعة إلى معايير وممارسات أفضل فيما يخص إدارة الأصول في 2020، أو تخاطر بالوقوع في براثن كوتين آخر.
من الجدير بالذكر أنَّ حكومة جزيرة موريشيوس، البوابة إلى القارة الإفريقية، لها السبق فيما يخص إدارة الأصول الرقمية. وهذه لم تكن خطوة اعتباطية. فعلى سبيل المثال، إمبراطورية شركة ستايت ستريت .State Street Co، المُقدَّر حجمها بـ32 تريليون دولار أميركي، مبنية على إدارة أصول الأوراق المالية.
7. الأمن السيبراني؟ ما هذا؟
لا أتوقف أبداً عن التعجب من حقيقة أنَّ العملات المُشفَّرة، ما زالت تعاني من قصور جوهري في أمنها السيبراني، رغم أنَّها مُطوَّرة على أيدى خبراء علوم التشفير ومملوكة في أحيان كثيرة، في الأغلب في الواقع، لأشخاص مرتابين، ولهم أسبابهم المنطقية، يسعون لتحقيق أقصى درجات الأمان لأموالهم، حتى إنَّهم لا يثقون في البنوك المركزية.
كنت حظيت بشرف الحديث مع ثلاثين من أفضل خبراء الأمن السيبراني في العالم قبل عدة سنوات، وجمعنَّا سوياً كتاب الأمن السيبراني، الصادر عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. فمجتمع البلوكتشين، كما اتضح، ليس أفضل كثيراً عن الآخرين في الحماية السيبرانية، بل إنَّه، في الكثير من الأحيان، أسوأ.
ففي عام 2019، سُرِّقت 200 مليون دولار أميركي، وربما أكثر، من عدة منصات لتداول العملات المُشفَّرة، وربما مرت حوادث اختراق أكثر دون تبليغ. أنا متفائل بأنَّنا نشهد ممارسات واحتياطات سيبرانية أفضل في 2020. وعلى كل حال، ستسمع المزيد من عن هذا الموضوع خلال الشهور القادمة.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة