طبقاً لوثائق من محكمة العدل العليا بالمملكة المتحدة نُشرت في 31 يوليو/تموز، رفض أحد القضاة دعوى القذف التي رفعها كريغ رايت ضد روجر فير. وقد رفع رايت الدعوى ضد فير عندما صرّح مستثمر البتكوين الرائد علناً أنه يعتقد أن رايت “كاذب ومحتال”. ومع ذلك، وجدت المحكمة أنه “لا يوجد أي دليل على الإطلاق على أي مساس حقيقي بالسمعة” وكذلك أكّد على أن النظام القضائي بإنغلترا وويلز لم يكن “أنسب مكان” لتقديم طلب التعامل مع الشكاوى من هذا القبيل.

لا يوجد أدلة موضوعية على أي مساس بالسمعة

حكم أحد قضاة المحكمة العليا بإنغلترا وويلز ضد دعوى القذف التي رفعها كريغ رايت ضد روجر فير الرئيس التنفيذي لموقع بتكوين دوت كوم Bitcoin.com هذا الأسبوع. وطبقاً لقاضي المملكة المتحدة، فشل رايت في تقديم أدلة موضوعية تقنع المحكمة بأي مساس بسمعته بإنغلترا وويلز. وبناءً على ذلك، حكم القاضي نيكلين بأن: “المحكمة ليست مختصة بالنظر والبت في القضية”. وقد قرر رايت وفريقه القانوني تبليغ فير برفع دعوى قضائية ضده بلندن في ملتقى البتكوين كاش (BCH) في مايو/أيار. وادّعت الدعوى القضائية أن فير قام بالتشهير برايت وأكدت على أن تصريحات فير تسيئ لسمعته.

وفي ذلك الوقت، كانت ديكريبت ميديا Decrypt Media حاضرة في ملتقى البتكوين كاش وسألت فير عن ما إذا كان قلقاً بخصوص الدعوى القضائية. وأوضح فير للموقع قائلاً: “لست قلقاً البتة. ويزعجني أن علي إنفاق بعض المال على الدعوى القضائية بدلاً من توظيف أحد المطورين لبناء المزيد من الأدوات لتحقيق مزيداً من الحرية الاقتصادية للعالم”. وقال للمنفذ الإعلامي إن أساليب منازعات رايت القضائية غير مفيدة لسمعة البتكوين إس في (BSV) وقال إن الصحافة السيئة ستضر نمو العملة. وقال فير: “إذا كنت منشغلاً بمقاضاة الجميع، فلن يحب أحد صحبتك. الأمر بهذه البساطة. انظر إلى الدعاوى القضائية، وكل منصات التداول التي حذفت البتكوين إس في”.

ولم ينجح رايت في مسعاه في دعوى القذف إذ أن الإجراء المُتخَذ كان “الشطب” وعليه أيضاً تحمل الأتعاب القانونية لفير. وقال القاضي الذي يرأس القضية إن محامي رايت قدم أدلة ضعيفة. إذ قال القاضي نيكلين: “في حكمي، أدلة المدعي في ما يتعلق بالضرر الذي تسببت فيه التصريحات (أو محتمل أن تتسبب فيه) ضعيفة، وتنقصها التفاصيل والفقرات الثلاث التي حددتها، تقدم دليلاً على أنها بشكل عمومي مجرد تخمينات بالكامل تقريباً”.

وتابع القاضي البريطاني قائلاً: “لا توجد أدلة موضوعية على أي مساس بالسمعة بإنغلترا وويلز. وفشل المدعي تماماً في ذكر ما إذا كانت التصريحات موضع الشكوى ضرت سمعته بولايات قضائية أخرى وإلى أي مدى فعلت ذلك”.

البتكوين مجتمع عالمي

وكذلك ذكر القاضي نيكلين أنه لا يوجد أي دليل على الإطلاق على أي مساس حقيقي بالسمعة عانى منه رايت نتيجة لأي من تصريحات فير. وقال القاضي أيضاً إنه قبل حقيقة أن رايت رفع الدعوى بإنغلترا وويلز استسهالاً لأنه يعيش في المملكة المتحدة. وقال القاضي: “ومع ذلك، هذه عوامل ثانوية ليس لها قيمة تُذكر عند مقارنتها بمدى التصريحات وإلحاق الضرر بالسمعة”.

وقد قضى نيكلين قائلاً: “في حكمي، فشل رايت في إثبات أن إنغلترا وويلز أنسب مكان لرفع دعوى التشهير من ناحية الإضرار بالسمعة”. وبالإضافة إلى ذلك، قال القاضي نيكلين إن تصريحات فير لم تكن موجهة للمواطنين المقيمين بإنغلترا وويلز، ولكن بالأحرى لمجتمع العملات المشفرة بشكل عام.

وأوضح القاضي: “في الواقع، وجه المدعى عليه ملاحظاته لمجتمع البتكوين العالمي، وليس لأي قطاع منه حصرياً بلندن. ومن الصحيح أن المدعي مقيم بالمملكة المتحدة منذ 2015، ولكن لا علاقة بين ذلك والقضية المقصودة”. وأضاف: “كانت لتوجه له الرسالة في التصريحات موضع الشكوى بأي ولاية قضائية يعيش بها. وكانت هذه تصريحات عالمية منشورة على منصات عالمية”.

وغير معروف على وجه اليقين كيف سيؤثر القرار المتخذ ضد قضية التشهير التي رفعها رايت ضد فير في القضايا الأخرى التي رفعها. إذ بالإضافة إلى روجر فير، وهودلونوت، وبيتر ماكورماك، قال داعمو البتكوين إس في أيضاً إن جون مكافي ستُقدَّم ضده دعوى، إلى جانب الشريك المؤسس للإيثريوم (ETH) فيتاليك بوتيرين. ويواجه رايت أيضاً دعوى قضائية بفلوريدا، متهم فيها بالتلاعب بأصول تقدر بمليارات الدولارات يُزعم أنها تخص المتوفى الآن ديفيد كلايمن. وفي هذه القضية، تقدم شخص آخر يزعم أنه ساتوشي ناكاموتو بخطاب مكتوب إلى المحكمة واتهم شاهد خبير ورثة كلايمن رايت بتعديل الوثائق وتغيير تاريخها.

ومع رفض دعوى القذف المرفوعة ضد فير، قال القاضي نيكلين إن رايت أوضح جهوده المبذولة لتقديم تسجيل حقوق ورقة البتكوين البيضاء بالولايات المتحدة ولكنه ذكر أن هذه التفاصيل ليست “جوهرية بوجه خاص”. وأشار القاضي خلال ختامه إلى أن البتكوين لا يمثلها دولة معينة من المستخدمين. وقال: “أود أن أشير إلى أن البتكوين عملة مشفرة عالمية وكذلك مجتمع البتكوين الذي وصفه رايت في إفادته مجتمع عالمي، ولا يقتصر على المملكة المتحدة”.