مازالت صناعة العملات المشفرة تعاني بسبب التداعيات القانونية لموجة العروض الأولية للعملات (ICO) في عام 2017.
وأشار موقع كوين ماركت كاب CoinMarketCap إلى تراجع قيمة توكن البانكور (BNT) بعد مرور عامين على ازدهار التوكنات، من مستوى 4.49 دولار في شهر يوليو/تموز 2017 إلى أدنى مستوى له على الإطلاق 0.44 دولار الأسبوع الماضي.
ومع ذلك، ما زال مستثمرو المشروع صامدين.
وقد وصف يوني آسيا، الرئيس التنفيذي لمنصة إي تورو eToro لتداول العملات المشفرة، على سبيل المثال عرض بانكور الأولي للعملة الذي نجح في جمع 153 مليون دولار بأنه يمثل لحظة “محورية” للصناعة وأخبر موقع كوين ديسك CoinDesk بأنه اشترى توكنات البانكور (BNT) لأنه يؤمن بفريق العمل.
وجذبت منصة بانكور Bancor، التي تقدم سيولة سريعة لتوكنات بروتوكول ERC20 القياسي عبر استخدام توكن البانكور (BNT) كعملة احتياطية لصناعة السوق لكل الأصول في الشبكة، 100-250 متداول أسبوعياً بشكل روتيني، بحسب إحصاء معاملات توكن البانكور الصادرة عن موقع إيثرسكان Etherscan.
ولكن المشكلة تتمثل في أن بعض التساؤلات القانونية ما زالت تحيط بالعديد من الأصول المتداولة في منصة تداول بانكور. وقد يكون ذلك سبباً في إصدار الشركة الناشئة سياسة جديدة بدءاً من يوم 8 يوليو/تموز تحظر المستخدمين الأميركيين من استخدام المنصة نظراً “لارتفاع حالة الضبابية التنظيمية”.
وأخبر مستخدم أميركي غير مسمى لمنصة بانكور موقع كوين ديسك أنه “أصيب بالإحباط الشديد” لأنه لا يستطيع استخدام توكنات البانكور الخاصة به نظراً لحظر المنصة للمستخدمين في الولايات المتحدة.
أخبر عدد من المتداولين موقع كوين ديسك أن المتداولون استخدموا المنصة بشكل أولي لإيجاد فرص مراجحة للأصول مثل عملات الإيثريوم (ETH) والإيوس (EOS)، بالإضافة إلى عروض أخرى مناسبة. وقد أخبر مايكل سافاي من شركة Dexterity Capital ومقرها سان فرانسيسكو موقع كوين ديسك أن شركته استخدمت منصة بانكور العام الماضي للحصول على إستراتيجيات المراجحة.
وقال سافاي إن “عدداً كبيراً من المستخدمين” كانوا يتخذون أوامر متزامنة عبر منصتي بانكور وإيثر دلتا EtherDelta، وهي منصة تداول اتُّهمت في عام 2018 بتداول غير مرخص للأوراق المالية، ثم يغلقون الأوامر الذي يثبت أنها أقل ربحية. وأضاف سافاي أن تلك المنصات لا تقبل هذا الأسلوب الآن، إلا أن تلك الصفقات قد تتراوح بين 10 آلاف دولار و100 دولار.
قال سافاي: “يشبه الأمر وضع يديك على مضرب بيسبول لترى من سيضرب أولاً”، موضحاً كيف استخدم المستثمرون المؤسسيون منصة بانكور للسيطرة على توكنات بروتوكول ERC20 القياسي في السوق. وأضاف: “رأينا مستخدمين يتكبدون خسائر، ويدفعون أموالاً أكثر من رسوم المعاملات فقط لمحاربة الآخرين..فالأمر شبيه بأن الفائز يأخذ كل شيء”.
وأضاف سافاي أن هذا النوع من الممارسات أصبح مرفوضاً في عام 2018، إذ “قيدت” التحركات التنظيمية صفقات التوكنات المتخصصة بين المتداولين المحترفين.
وأصبحت أنشطة منصة بانكور منذ ذلك الحين تتبع ولايات قضائية غير أميركية. أخبر المتداول التركي فركان أحمد سنمان موقع كوين ديسك أنه لا يزال يحقق أرباحاً من العملات المشفرة تصل إلى ما يساوي 10 آلاف دولار كل شهر في منصة التداول.
وقال سنمان: “إنها طريقة سهلة لتحويل التوكنات وحماية هويتي”، وأضاف:”عادةً ما استخدم منصة بانكور للتداول.. لا تضع المنصة قيوداً على استخدام المحافظ أو التوكنات”.
وقال أحد مستشاري منصة بانكور اشترط عدم الكشف عن هويته إلى موقع كوين ديسك إنه على الرغم من استكمال المنصة “كل ما تحدثوا عنه” أثناء مبيعات التوكنات، إلا أن فريق العمل “يستخدم حالياً أموال مبيعات التوكنات في أنشطة أخرى”. وأضاف: “هل تستحق منصة بانكور المبلغ الكبير الذي جمعته؟ ربما لا”.
إمبراطورية العملات المشفرة
يصعب تحديد “الأنشطة” الأخرى التي يقوم بها فريق العمل بأموال العرض الأولي للعملة نظراً لانعدام التوثيق العام.
ووفقاَ لوثائق هيئة الشركات الإسرائيلية، فإن مؤسسي منصة تداول بانكور غاليا وغاي بينارتزي يمتلكان الآن أسهماً في عدد من الشركات الناشئة بما فيها شركات بلوكتشين آي إل BlockchainIL، وليكويد إيوس LiquidEOS، وليكويد آبس LiquidApps التي تقوم بمبيعات توكنات حالياً.
وقد أدرج الأخوان بينارتزي كشريكين مؤسسين لشركة ليكويد آبس بحسب الورقة البيضاء الخاصة بالشركة، بالإضافة إلى إيال هيترتزوغ الشريك المؤسس لمنصة تداول بانكور. من الجدير بالذكر أن إثنين فقط من أصل ثمانية شركاء مؤسسين في شركة ليكويد آبي ليسوا من فريق عمل منصة بانكور.
وفيما يتعلق بشركة لوكال كوين المحدودة LocalCoin، المؤسسة الهادفة للربح الإسرائيلية التي وقعت عقداً مع مؤسسة بانكور الغير هادفة للربح للعمل في المنصة، فقد تم إدراج تيم درابر حامل توكن البانكور كأحد المساهمين في الشركة بالإضافة إلى الفريق المؤسس لمنصة بانكور.
وقال درابر لموقع كوين ديسك: “أعتقد أن الفريق المؤسس لمنصة بانكور يبذلون جهوداً لبناء نظام اقتصادي جديد”. وأضاف:” أتمنى أن يتم استخدام توكنات بانكور بصفتها أشياء كثيرة، من توكنات السوق البسيطة إلى التوكنات الفردية حيث سيحصل كل عامل على توكن وسيكون على أرباب العمل شراء توكنات البانكور لدفع العاملين للعمل لديهم”.
وتضم كل شركات العملات المشفرة الخاصة بالأخوين بينارتزي في إسرائيل، من ليكويد إيوس إلى بلوكتشين آي، مساهمين متداخلين منذ العرض الأولي للعملة، بل أن بعض أقاربهم مدرجين ضمن المساهمين في تلك الشركات. وفي هذا السياق، فقد أصبحت منصة بانكور مركز نظام إيكولوجي للتوكنات يتجاوز المنصة نفسها.
وأشارت مدونة بانكور أن المنصة سهلت تأسيس 148 توكن حتى الآن. فإن المستخدمين أمثال مايكل فليتشر من شركة الإيجارات الناشئة شينتاي Chintai ومقرها المملكة المتحدة يستخدمون منصة بانكور بهدف توفير السيولة للمشروعات المتخصصة.
وأخبر فليتشر موقع كوين ديسك كيف يدفع مستخدمو توكن التشيكس (CHEX) رسوم خدمات الشركة: “إذا دفعت بتوكن التشيكس الخاص بنا، سنحوله تلقائياً إلى عملة الإيوس (EOS) لدفع الرسوم”. وأضاف: “تتمثل أهم مزايا منصة بانكور وتوكن البانكور في أنك تستطيع الوصول إلى سيولة كبيرة، فبمجرد أن ترتفع الأسعار، يشكل ذلك حافزاً للساعين لمراجحة الأسعار للإيداع بشكل مستقل لتحقيق التوازن”.
تساؤلات قانونية
وقد ثبت أن منصة تداول بانكور أداة مفيدة للمهتمين بالعملات المشفرة حول العالم. إلا أن التزامات المنصة تجاه هؤلاء المتداولين ما زالت غير واضحة، إن وجدت.
ويرى المتداولون أن منصة بانكور معروفة بسهولة توفير السيولة هذه الأيام ولكن ليس الأمان، إذ سرق مخترقون توكنات تساوي 13.5 مليون دولار من منصة تداول بانكور في عام 2018. وتحتوي منصة بانكور ثغرة خفية مدمجة للمساعدة في حماية المستخدمين في حالات الطوارئ، إلا أن بعض الخبراء أن ذلك سيعقد مسؤوليات فريق العمل القانونية.
وقال ستيفن بالي محامي أندرسون كيل إن أي منصة تداول ومُصدر لتوكن لم يكشف عن إتلاف أحد الأصول أو نقلها حسب الرغبة فإنه ينتهك قوانين حماية المستهلك على مستوى الولايات المتحدة وعلى المستوى الفيدرالي ويرتكب “ممارسات تجارية غير عادلة ومضللة”. (حتى مع حظر المتداولين الأميركيين من استخدام المنصة، وقد أخبر عدد من المتداولين الأميركيين موقع كوين ديسك أنهم اشتروا توكنات البانكور أثناء العرض الأولي للعملة عام 2017).
وذُكر مصطلح “الإفشاء” مرة واحدة فقط في ورقة منصة بانكور البيضاء، في إشارة إلى كيفية توزيع أرباح المبيعات. ومع ذلك، يوضح موقع الشركة بالأحرف الكبيرة أن منصة بانكور تحتفظ بحقها في “إيقاف” أي “محتوى” في المنصة بدون سابق إنذار. قد يشير ذلك إلى حق المنصة في حذف، إنشاء ونقل التوكنات الموجودة على الشبكة. ولم يخف فريق العمل هذا الخيار.
وأشار البيان المشترك الصادر عن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) وهيئة تنظيم الصناعة المالية (FINRA) هذا الشهر، إلى أن أي كيان “منخرط في معالجة معاملات بالأوراق المالية المشفرة… يخضع لقوانين الأوراق المالية الفيدرالية”. وفي الوقت الحالي، ما زال من غير الواضح ما إذا كانت الأصول في منصة بانكور ستصنف كأوراق مالية أم لا.
وقد فرضت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية إجراءات إنفاذ قانون ضد منصة التداول المماثلة إيثر دلتا EtherDelta في عام 2018. وقد أخبر مصدران إسرائيليان لم يتم الكشف عن هويتهما موقع كوين ديسك أنه يُشار إلى أن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية قد اتصلت بفريق منصة بانكور.
وبينما تستمر السلطات التنظيمية العالمية في توضيح أي الأصول المشفرة تندرج ضمن فئة الأوراق المالية، ما زالت منصة تداول بانكور تقدم خدماتها لمئات المتداولين بشكل دوري. ويستخدم عدد كبير من العملاء منصة تداول بانكور. وهذا يجعلها متفردة من بين الشركات التي تمولها عملية مبيعات التوكن إلى المستثمرين الأفراد.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة