ليست البتكوين شيئاً جنونياً، لأنه في حقيقة الأمر، قد تكون هي النظام المالي الأسلم الذي عرفه هذا الجيل. وبالرغم من ذلك، ابتكر المعدنون بعض التقنيات لتعدينها، وهذه التقنيات ملتوية وغريبة للغاية. من بين هذه التقنيات ما هو عبقري وما هو عبارة عن جنون خالص. وإليك سبعة من أغرب الطرق المبتكرة لتعدين البتكوين.
تعدين البتكوين يتخذ أشكالاً عديدة
يعرف التعدين بأنه عملية إضافة معاملات بتكوين جديدة على بلوك حديث التكوين ونشره على شبكة البتكوين. ولتكوين بلوك جديد، يتوجب على المعدنين حلّ مسألة رياضية تمثل إجابتها رقماً يتراوح بين 0 و4,294,967,296. وفي المقابل، يحصل المعدنون على رسوم المعاملات المتضمنة في هذا البلوك، بجانب مكافأة قد تصل إلى 12.5 بتكوين، وهذا الرقم سيقل للنصف ليساوي 6.25 بتكوين في عام 2020. وهذا تعريف مختصر لتعدين البتكوين.
ومع احتمالية عدم الحصول على هذه المكافآت السخية، إذ تعادل مكافأة البلوك وحدها 130,000 دولار طبقاً للأسعار الحالية، فإنه ليس مفاجئأ أن يحاول العديد من المعدنين حل المسائل الرياضية التي تمكنهم من نشر البلوك القادم. يعتمد الفوز في سباق تعدين البتكوين على الأسلحة التي لديك، فعليك أن تمنطق العملية بشكل رياضي إلى أقصى حد، سعياً لتحقيق أقصى قدر من معدل الهاش (وهو عدد العمليات الحسابية التي يمكن إجراؤها في الثانية)، بالتزامن مع خفض التكاليف الثابتة لديك مثل استهلاك الكهرباء. وكما ستوضح الأمثلة القادمة، فإنه بالرغم من ذلك، لا يعمل كل المعدنون سعياً وراء المكاسب النقدية؛ لأن بعضهم مهتم بتخطي الحدود الممكنة حالياً من الناحية المادية والتطبيقية.
الطريقة الأولى: عن طريق نفايات الغاز
“توقف عن الحرق وابدأ بالكسب”. هذا هو شعار شركة أبستريم داتا Upstream Data، والتي توفر مراكز بيانات يمكن تنصيبها في مصانع شركات البترول التي تحتاج إلى تنفيس الغازات. وبحسب ما ورد في موقع بتكوين نيوز news.Bitcoin.com، فإن الشركة تستطيع “توفير عائد يعادل 15 ضعفاً لعوائد بيع الوقود بسعر السوق، وتحد من آثار الكربون في نفس الوقت”. بغض النظر عن صراخ نشطاء البيئة، لكن البتكوين صديقة للبيئة أكثر بكثير مما تعترف به وسائل الإعلام.
الطريقة الثانية: باستخدام حاسوب القمر
صُنع حاسوب أبولو للإرشاد Apollo Guidance Computer (AGC) في ستينيات القرن الماضي، بغرض إرشاد الطريق لصاروخ أميركي كي يهبط على سطح القمر. اجتاز الحاسوب الامتحان بنجاح تام، ولكن في العالم التقني سريع الخطى الذي نحيا به، فإن حاسوباً بقدرة 16 بت لن يستطيع البقاء. ولكن هذا لم يمنع إحدى الأرواح المثابرة من محاولة تعدين البتكوين باستخدام حاسوب أبولو. ولكن من قام بذلك اعترف قائلاً: “من سوء الحظ، فإن الحاسوب بطيء للدرجة التي تتطلب وقتاً يعادل عمر الكون مليون مرة حتى يستطيع تعدين بلوك واحد على شبكة البتكوين”.
الطريقة الثالثة: باستخدام قلم وورقة
ذلك الشخص الذي حاول التعدين باستخدام حاسوب أبولو، كان قد حاول من قبل تعدين البتكوين عن طريق حل المسائل الرياضية يدوياً. وقد نجحت هذه الطريقة بشكل عملي، ولكن كين شيريف علق قائلاً: “استغرقت الدورة الواحدة من الخوارزمية مدة تعادل 16 دقيقة و45 ثانية وذلك يمثل معدل هاش 0.67 هاش في اليوم”. هذا بينما تمكن حاسوب أبولو من تهشير هاش واحد كل 10.3 ثانية. ولكن لا يزال التعدين اليدوي أمراً مثيراً كبرهان على صحة المفهوم.
الطريقة الرابعة: باستخدام مفاعل نووي
حسناً، لم يسبق لأحد أن بنى مفاعلاً نووياً لغرض وحيد وهو تعدين البتكوين، وبالرغم من ذلك، فإنه إنْ قام أحدهم بذلك، فإنه قد يستطيع الاستحواذ على 51 بالمائة من الشبكة. تنتج محطة الطاقة النووية 5.1 تيراوات/ساعة سنوياً، وهذا يقارب 10 بالمائة من الاستهلاك السنوي لشبكة البتكوين من الكهرباء. نظراً للقدرة الهائلة للمفاعلات النووية، فإنها تواجه مشكلة غير معتادة: وهي إنتاج طاقة أكثر من اللازم. ورد سابقاً في موقع بتكوين نيوز ما نصه: “كبح الفرامل لا يوفر الوقود، بل بالعكس، يؤدي إلى إهدار الطاقة”. ولكن هل تعلمون الحل دائماً في الطاقة الزائدة؟ إنها البتكوين.
الطريقة الخامسة: باستخدام مسجد
قد تبدو العلاقة بين المساجد وتعدين البتكوين منعدمة، ولكن إذا كانت تلك المساجد تزوّد بكهرباء مجانية، فإنها تصبح المكان الأكثر ملائمة لتعدين البتكوين في العالم. بالرغم من التقارير عن المداهمات الحكومية للأماكن التي تقوم بهذه الأفعال، إلا أن تعدين المساجد لا يزال قائماً بشكل جيد في إيران. وهي ليست الدولة الوحيدة التي استغل فيها رواد الأعمال هذه الثغرة، إذ ضُبطت كنيسة روسية تقوم بعمليات تعدين أيضاً.
الطريقة السادسة: في وقت نمو الطماطم
ليس سراً أن تعدين العملات المشفرة يسبب انبعاثاً حرارياً. ولهذا اكتشف بعض رواد الأعمال طريقة لاستغلال هذه الحرارة المنبعثة، وهي تحويل ناتج إحدى العمليات إلى سلعة قيمة في حد ذاتها. على سبيل المثال، في عام 2018، استخدم كميل بريشا الطاقة الناتجة عن التعدين في عملية زراعة “الطماطم المشفرة” في إحدى الصوبات.
الطريقة السابعة: أثناء تدفئة منزلك
يعد استخدام الحرارة المنبعثة من تعدين البتكوين في تدفئة المنازل تطبيقاً أوضح لاستخدام منتجات عملية التعدين. ولكما كان الجو بارداً، كلما ازداد تقديرك للحرارة المنبعثة من أجهزة التعدين الخاصة بك في فصل الشتاء. في صربياً، أنشأ المعدنون نظام تدفئة تحت الأرض يستفيد من الحرارة المنبعثة من التعدين.
الطريقة الثامنة: أثناء صناعة مشروب الرَمّ
تعد الاستفادة من تعدين العملات المشفرة في تدفئة المنازل أمراً جيداً بالطبع، ولكن الأرستقراطيين الحقيقية يستفيدون من عمليات التعدين في صناعة الرَمّ. وهذا ما فعله أفي أيزنبرغ في عام 2017، إذ استخدم الحرارة في تسخين براميل الرمّ، إذ وصنع مشروباً روحياً أطلق عليه إثير رمَ EtherRum.
بصفتها “أموال حرية التعبير”، ليس مفاجئاً أن تجذب البتكوين بعض المفكرين المتحررين تحت جناحيها. إذ تمثل أفكارهم الخارجة عن الصندوق تقنيات عديدة ابتكرت لتعدين البتكوين بطرق أكفأ (وغيرها من الطرق الأقل كفاءة). ومع اشتعال سباق التعدين، فإنه من المتوقع أن تظهر حلول أذكى تجلب معدلات هاش أعلى بتكلفة أقل، بالإضافة إلى تقليل الأضرار البيئية المتعلقة بالبتكوين.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة