أضافت الورقة الجديدة التي قُدمت إلى القضية المستمرة بين كلايمن ورايت بعداً جديداً، إذ يدعي رجل آخر أنه ساتوشي ناكاموتو. أرسل الرجل، الذي يدعى ديبو يورغن إيتيان غويدو، شهادة مكتوبة بخط اليد إلى محكمة المنطقة الجنوبية لولاية فلوريدا يؤكد فيها أنه “المبتكر/المنشئ الحقيقي والوحيد” لبلوك التكوين الذي بدأت به شبكة البتكوين عام 2009.

ساتوشي غاضب يظهر في دعوى كلايمن القضائية ضد رايت

في الوقت الذي استمرت قضية البتكوين البارزة التي تتعلق بمليار دولار من البتكوين هذا الأسبوع، قُدمت ورقة مثيرة للاهتمام إلى المحكمة في 22 يوليو/تموز. تشمل الدعوى القضائية عائلة ديفيد كلايمن المتوفى حالياً وعلاقة العمل التي ربطته لسنوات مع مدّعي اختراع البتكوين كريغ رايت. اتهمت عائلة كلايمن رايت بالتلاعب بميراث ديفيد من البتكوين وقدر كبير من الممتلكات الفكرية. تدور قضية محكمة فلوريدا بين كلايمن ورايت حول الوديعة المزعومة التي تتعلق بمليون دولار من البتكوين (BTC). لكن أفادت تقارير موقع بتكوين دوت كوم الإخباري news.Bitcoin.com أن شاهد عقارات كلايمن، د. ماثيو إيدمان، وهو عالم تشفير وجد الكثير من التناقضات في الأدلة التي قدمها رايت مثل تعديل الوثائق وغيرها من المعلومات التي تعود لتواريخ سابقة. بعد شهادة إيدمان يوم 22 يوليو/تموز، قُدمت ورقة أخرى للمحكمة أضافت تطوراً جديداً للقضية.

وفقاً للورقة المقدمة، فقد أرسل ديبو يورغن إيتيان غويدو، وهو شخص يقيم في بلجيكا، شهادة مكتوبة إلى القاضي بروس رينهارت يدعي فيها أنه ساتوشي ناكاموتو. يدعي خطاب ديبو المكتوب بخط اليد أنه هو من اخترع تقنية البتكوين، وهو المبتكر الذي أنشأ بلوك التكوين وهو كاتب الورقة البيضاء وصاحب هوية البريد الإلكتروني GMX.com. تنص الرسالة على: “أشهد بموجب الرسالة المكتوبة، أنني المبتكر/المنشئ الوحيد والحقيقي لبلوك التكوين بلوكتشين البتكوين. استخدمت هوية ساتوشي ناكاموتو والبريد الإلكتروني [email protected] في كتابة ونشر الورقة البيضاء”.

يقول ديبو أيضاً إنه أنشأ مفتاح الخصوصية (PGP) بعنوان 0x18C09E865EC948A1، ويدعي أنه اُعتمد من مجموعة داخلية من الأشخاص. ويزعم ذلك الشخص منذ فترة طويلة أنه ساتوشي ناكاموتو مخترع البتكوين. استخدم ديبو حساب على تويتر Twitter يسمى @realsatoshin منذ 2015. على سبيل المثال، قبل أن تقدم رسالة ديبو إلى المحكمة في 4 يوليو/تموز 2019، غرّد قائلاً إن مفتاح الخصوصية الخاص به اعتمده هال فيني وغافين أندرسن وبيتر تود وفلاديمير فان ديرلان. بعد تصريحات ديبو على تويتر، انضم مطور البتكوين فلاديمير فان ديرلان إلى حساب ديبو على تويتر وتحدث عن المفتاح.

قال فلاديمير فان ديرلان رداً على تصريحات ديبو حول المفتاح: “لا يوجد أية رسائل معروفة موقعة بهذا المفتاح، لكن تم توزيعه مع البتكوين في وقت مبكر، لذلك قد يكون مفتاح ساتوشي الحقيقي، مع الأخذ في الاعتبار عدم التيقن من ذلك”. وأضاف المشرف الأساسي على صيانة البتكوين مفصلاً: “كان توقيعي عليه خطأ يوضح كيف كان من المفترض أن تعمل شبكة الثقة الخاصة بمفاتيح الخصوصية (PGP) في ذلك الوقت، وسحبته لاحقاً”.

يوضح البحث في قاعدة بيانات مفاتيح الخصوصية على خوادم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) أن مفتاح ديبو كان مرتبطاً بعنوان البريد الإلكتروني [email protected] وعناوين بريد إلكتروني أخرى بها اسم ساتوشي. يوجد تاريخان محددان مرتبطان بالمفتاح هما 30 أكتوبر/تشرين الأول 2008، و3 يناير/كانون الثاني 2009. يمثل هذان التاريخان اليوم الذي يسبق نشر الورقة البيضاء على الإنترنت في الهالووين عام 2008، ومولد بلوك التكوين في 3 يناير/كانون الثاني 2009. وكما قال فلاديمير فان ديرلان في تغريدته إن خادم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يوضح أنه ألغى مفتاح 0x18C09E865EC948A1 في 2 مايو/أيار 2016، وقد تزامن هذا التاريخ مع استبعاد غافين أندرسن من الإشراف على صيانة برمجيات البتكوين.

الاتصال بمحامي كلايمن ومعارضة ديبو للتوقيع ببلوك التكوين

تؤكد رسالة ديبو إلى محكمة فلوريدا والقاضي رينهارت على أنه لم يكن على اتصال يوماً بديفيد كلايمن. وتصر الرسالة على أن كريغ رايت “ليس لديه مفتاح خاص واحد من مفاتيح الخصوصية الخاصة بي على بلوك التكوين”. وتؤكد رسالة ديبو أنه “ليس لدى الرجل أدنى فكرة عن كيفية إنشاء بلوك التكوين، حيث أنه لم يعدّن البلوكات المخصصة لما يسمى بمحفظة الحوت الضخمة Whale Wallet”. 

قبل أن ترسل الرسالة إلى المحكمة أوضح ديبو للجميع على تويتر أنه هو سيرسل الرسالة وأوضح أيضاً أنه أرسل رسائل خاصة إلى محامي كلايمن، فِل فريدمان. وكتب ديبو إلى المحامي قائلاً “لديّ إحساس قوي بأن السيد كلايمن يقوم بعملية ‘احتيال نيجيرية’ وأود أن تتحدث بكل صدق مع موكلك، للتأكد من أنهم واثق فعلاً”.

وأضافت الرسالة الخاصة قائلة: “تأكد من أن كلايمن تحدث فعلاً مع ساتوشي ناكاموتو الحقيقي، يوجد حسابان بريد إلكتروني (فيستوميل Vistomail)، باسمي ساتوشين Satoshin وساتوشي Satoshi ، انتبه لذلك. استخدمتُ [email protected]. باستخدام قانون الوطنية، اقترح أن تطلب نسخة احتياطية كاملة في ألمانيا وستلاحظ أن الاتصال مع هارولد فيني موقع، أحياناً تم مشفر بمفتاح الخصوصية (PGP) الخاص بي أو بمفتاح فرعي أملكه. لا توجد طريقة يمكن لكريغ رايت أن يصل من خلالها إلى مفتاح الخصوصية الخاص بي”.  

وفي لقطة شاشة لرسالة خاصة أخرى مع فريدمان، يرد المحامي على رسائل ديبو. “سيد ديبو لو تكرمت بتوقيع رسالة لي ببلوك التكوين، فإن ذلك سيساعد قضيتي حقاً”. وأشار رد ديبو على طلب فريدمان إلى أن المواطن البلجيكي ليس على استعداد لأن يظهر دليله المزعوم حتى يكون مستعداً. وأوضح ديبو أنه عندما يوقع بلوك التكوين، فسيتعيّن عليه حينها الانتقال إلى مكان آمن وهو أمر هو غير مستعد للقيام به. وسأل المحامي لماذا يطلب منه أن يوقع في حين أنه من المفترض أن يطلب من كريغ رايت. “بإمكانه وينبغي عليه أن يشرح كيف أنشأ بلوك التكوين. يمكنه أن يوقع باستخدام مفتاح بي جي بي الخاص بي 0x18C09E865EC948A1. اسأل رايت لماذا أنشأ مفاتيح تشفير (RSA) مزيفة لم يوقعها غافين وفلاديمير وبيتر تود وهال فيني وتحميل المفاتيح إلى خوادم مفاتيح الخصوصية (PGP) الخاصة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بتواريخ مزيفة”.

التسجيل في مكتب كاتب العدل البلجيكي وخطط ديبو بشأن المحفظة الضخمة

كذلك هناك موقع كورا Quora، حيث ذكر ديبو تفاصيل كثيرة عن قصته وأوضح أنه سجل الورقة البيضاء للبتكوين Bitcoin.pdf قبل تاريخ نشرها على الإنترنت في مكتب كاتب العدل البلجيكي. وادعى ديبو قائلاً في 13 يناير/كانون الثاني 2019: “لهذا عواقب قانونية لإثبات التأليف وحقوق الملكية، لأن حقوق الملكية تُمنح عند الإنشاء وليس التسجيل، لكن يمكن أن يكون التسجيل مفيداً لإثبات تاريخ الإنشاء”. لا توجد الكثير من المعلومات على الويب بشأن تسجيل ورقة البتكوين البيضاء في بلجيكا، لكن ديبو لديه اختراع (1011874A6) مسجل في عام 1998 عبارة عن ماسح ضوئي يعمل على رقمنة البصمة البشرية.

وأعلن ديبو على صفحة موقع كورا: “أنا الرجل الوحيد في العالم الذي يعرف كيف يُنشأ ويشكّل بلوك التكوين، لذلك تحيط بهويتي الكثير من التكهنات. في الحقيقة فإن هويتي ليست مهمة لتلك الدرجة لأن المشروع لامركزي ومفتوح المصدر. كان دوريان ناكاموتو ضحية التكهنات لكن سرعان ما تم تكذيبه بعد أن نشرت رسالة ذكرت فيها “أنا لست دوريان”. لاحقاً حاول الدكتور كريغ رايت (وما زال يحاول) انتحال شخصيتي لكن الرجل ليس لديه أية مفاتيح خاصة، ولا يمكنه الوصول إلى المحفظة الضخمة الخاصة بي”.

استمر ديبو في ادعائه بأنه قام هو وهال فيني بتعدين أول البلوكات التي أُنتجت، واستمر في إصراره على أنه يمتلك “محفظة ضخمة جداً”. قال إن هناك غرض من المحفظة الضخمة ووعد أن ذلك لن يؤثر على المشروع نفسه ولا على الأسواق. أكد ديبو أن 93% من موارد المحفظة الضخمة ستُستخدم “في الابتكار وتحسين البشرية عموماً”. من المحتمل أن محفظة الحوت تشير إلى النظرية التي تمسك بها هواة العملات المشفرة لسنوات، والتي تفترض أن ساتوشي ناكاموتو قام بتعدين 700 ألف إلى مليون بتكوين. وفقاً لديبو، فإنه يخطط للاحتفاظ بـ 7% فقط من هذه الأموال لمصلحته الخاصة. كما أوضح ديبو أنه اختار خدمة البريد الإلكتروني الألمانية GMX في ذلك الوقت، نظراً لأنه يقيم في بلجيكا. وقال إنه تعلم في مدارس بلجيكا أن يترك مسافتين بعد النقطة التي تنتهي بها الجملة ولأنه قضى خمس سنوات في الجيش فإنه كثيراً ما يكتب بصيغة الجمع.   

لا توجد بيانات ماخوذة من محكمة فلوريدا توضح ما إذا كانت رسالة ديبو ستستخدم ضد رايت أم لا، لكنها قُدمت للمحكمة يوم الإثنين. من الصعب تصديق قصة ديبو لعدة أسباب. أحدها هي حقيقة أنه كان صريحاً جداً بشأن تورطه المزعوم في إنشاء البتكوين لفترة من الوقت حتى الآن. يغرد ديبو في كثير من الأحيان حول العناوين المتعلقة بالعملات المشفرة، مع استخدام الكثير من علامات الهاشتاغ في كل تغريدة.

ولا تشبه مهارات ديبو الحالية في الكتابة واللغة الإنكليزية أسلوب ساتوشي الواضح في الكثير من الخطابات ورسائل البريد الإلكتروني التي كتبها منشئ البتكوين في الأيام الأولى. بالإضافة إلى مفتاح بي جي بي، الذي لا يظهر أدلة قاطعة، تفتقر قصة ديبو إلى الكثير من الإثبات وتشبه قصة “أصول البتكوين” التي رواها فيل ويلسون المعروف باسم “سكرونتي“. ومع ذلك، تشير الورقة المقدمة في 22 يوليو/تموز إلى أن محكمة فلوريدا والقضاة الذين يرأسون قضية كلايمن ضد رايت يعتقدون أن الرسالة ينبغي إثباتها في أوراق القضية لأسباب غير معلومة حتى الآن.