إن انتعاش أسعار البتكوين والعملات المشفرة الكبرى الأخرى حقيقي هذه المرة.
وهذا طبقاً لأليكس كاراسولو، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أوبت دن OptDyn، الذي يرى البتكوين والعملات المشفرة الكبرى الأخرى بدائل للنظام الإيكولوجي العالمي للدولار الأميركي. ويقول كاراسولو: “النظام الإيكولوجي للعملات المشفرة هو البديل الرئيس لنظام العملات النقدية القائم والبتكوين هي المناظرة للدولار الأميركي والعملات البديلة مربوطة بمؤشر قيمتها”.
والسبب هو أن النظام الإيكولوجي العالمي الأميركي أصبح غير مستقر. ويضيف كاراسولو: “كانت الزيادة التصاعدية الأخيرة بشكل أساسي بسبب عدم استقرار النظام الإيكولوجي ذي السيادة بالكامل الذي فيه كل العملات النقدية مربوطة بمؤشر الدولار الأميركي. وتسببت الأخبار المتشائمة المستمرة عن تفادي الحروب الحركية في آخر لحظة، وزيادة التعريفات، وزيادة التهديدات بفرض العقوبات في جعل الأسواق مذعورة وبحث الكثيرين عن بدائل مستقلة”.
وتتماشى هذه النظرة بالتأكيد مع تذبذبات أسعار العملات المشفرة الكبرى رداً على أخبار الحرب التجارية. فعلى سبيل المثال عندما ساءت الحرب التجارية في أوائل يونيو/حزيران، انتعشت أسعار العملات المشفرة. ولكن تراجعت في نهاية يونيو/حزيران، حين هدأت الحرب التجارية.
ولكن يعتقد كاراسولو أن عدم استقرار النظام الإيكولوجي العالمي للدولار الأميركي سيدوم طويلاً. وفسر كاراسولو: “لقد مررنا بالفعل بنقطة التحول النفسية حيث يدرك جزء كبير من الشعب أن الحرب التجارية والاقتصادية هي القاعدة في الوقت الراهن أكثر من كونها حدث غريب. ويعلم الجميع أن هذه الحروب ستزيد من عدم استقرار الاقتصاد العالمي المعتمد على الدولار وهو هش وحساس تجاه الصدمات. والكثيرون غير مقتنعين بما يطلق عليه الانتعاش الاقتصادي الأميركي نظراً لأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ما زال يتعرض للضغط لتقليل أسعار الفائدة، وازدياد العجز في حين أن مشكلات الانهيار الاقتصادي عام 2008 الكامنة وراءه لم تعالج مطلقاً”.
ويشعر أوليفر غيل، الرئيس التنفيذي لشركة بيس تو Basetwo وشركة باي ماشين Paymachine، بالتفاؤل نحو البتكوين هذه المرة، ولكن لأسباب مختلفة. ويقول غيل: “لقد شهدت البتكوين على مر التاريخ ارتفاعات في الأسعار متقلبة بعنف من هذا القبيل، وهناك عاملان رئيسيان يجب وضعهما في الاعتبار: الأول هو أن أدنى الانخفاضات بعد ارتفاعات الأسعار أعلى من الانخفاضات السابقة، والثاني هو أن السعر الأدنى الجديد مدعوم بأساسيات صلبة. وعلى سبيل المثال، شبكة البتكوين أكثر أماناً من أي وقت مضى قياساً بمعدل الهاش، وهناك عناوين نشطة أكثر من ذي قبل وتستمر حلول توسع الطبقة الثانية مثل شبكة لايتننغ Lightning في تنمية قدراتها. وإن وسعت منظور رؤيتك ستبدو تحركات الأسعار المنخفضة مثل انحرافاً صغيراً على الرسم البياني.
ولكن ليس الجميع مقتنعين بأن الأشياء مختلفة بالنسبة للعملات المشفرة الكبرى. وجيسي كوهين، محلل أسواق الولايات المتحدة في المنصة المالية العالمية إنفستنغ دوت كوم Investing.com، واحدٌ منهم. إذ يعزو تذبذبات الأسعار الأخيرة إلى الطبيعة البشرية بدلاً من التغيرات الأساسية أو التقنية. ويقول كوهين: “على الأرجح سنستمر في رؤية هذه التأرجحات العنيفة في الأسعار مادامت الطبيعة البشرية كما هي. وتنتابنا نوبات مكثفة من الشراء خوفاً من تفويت الفرص متبوعة بمكاسب ضخمة في الأرباح. وإن لم تستطع التعامل مع قطار البتكوين الأفعواني المتقلب فعلى الأرجح يجب ألا تصعد على متنه”.
وفي النهاية، الوقت هو الذي سيخبرنا من على خطأ ومن على صواب.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة