اعتقد الكثير من مناصري البتكوين أن جياكومو زوكو، المؤسس المشارك لشبكة BHB، لن يعترف على الإطلاق أن التوكنات ليست مجرد خدع احتيالية.

إلا إن كل ما احتاجه زوكو ليغير رأيه هو الشركاء المناسبين. ما بدأ بوصفه طلباً لأحد العملاء ببديل أكثر أمناً لتوكنات ERC-20 الخاصة بالإيثريوم (ETH) قد تحول فيما بعد إلى أول بروتوكول فريد من نوعه لإصدار التوكنات من خلال شبكة لايتننغ الخاصة بالبتكوين.

وقال زوكو أن إيجاد بروتوكول أفضل لإصدار التوكنات، سيغير قواعد اللعبة تماماً بالنسبة لرواد الأعمال.

وقال زوكو، المعروف بنقده اللاذع للإيثريوم: “إن كان الإيثريوم سيموت في نهاية المطاف، فإننا متفائلون أن يكون الحل الجديد مستقراً على المدى البعيد”.

وسيتضمن هذا المشروع مفتوح المصدر، والمعروف باسم سبيكترم Sepctrum، إسهامات من مستثمري Fulgur Ventures ومجموعة بوسيدون Poseidon، ومن شركات ناشئة مثل بتريفيل Bitrefill وتشين سايد Chainside، بالإضافة إلى الدعم المقدم من منصة التداول العملاقة بتفينكس Bitfinex. ويهدف المشروع إلى تغيير الانطباع السائد أن البتكوين بطيئة الحركة بشكل يعيق التجريب.

وفي هذا السياق، قال باولو أردوينو، رئيس التكنولوجيا في منصة بيت فين إكس،  في بيان صحفي أنه يأمل أن تصدر نسخة من سبيكترم متوافقة مع العملة المستقرة تيثار (USDT) بنهاية هذا العام. وأضاف أردوينو: “ستستمر بتفينكس في دعم مشاريع ومميزات شبكة لايتننغ على منصاتنا”.

وستسمح سبيكترم للأشخاص، والتي تستخدم معيار عملات الألوان المسمى RGB (أحمر، وأخضر، وأزرق) المرتكز على البتكوين، بإصدار توكنات على طبقات فوق الطبقة الأساسية للبتكوين.مما سيتكامل مع أدوات التشين الجانبية مثل أداة ليكويد Liquid الخاصة ببلوكستريم Blockstream بدلاً من التنافس معها، بالإضافة إلى مجهودات لتفعيل السحب بين العملات مع شبكة لايتننغ.

يكمن الاختلاف الأساسي هنا أن التوكنات المعتمدة على الإيثريوم ترتكز على منطق معقد، مثل التوزيع المتأمت للتوكن المعتمد على عوامل خارجية، بداخل الأصول نفسها من خلال كتل من الكود تسمى بالعقود الذكية.

وقال غريغوري روكو، عضو طاقم العمل في شركة الاستثمار المبدئي للإيثريوم كونسنسيس ConsenSys، لكوين ديسك CoinDesk إن العملات الملونة لم تنجح من قبل لأنها، بالمقارنة بدعم الإيثريوم للوظائف المعقدة، تطلبت تنسيق خارجي للتوكنات لكي تمثل “شيئاً ما” فوق كونها وحدات بسيطة.

على الناحية الأخرى، فإن التوكن المتوافقة مع سبيكترم بنظام RGB ستكون مثل محول عالمي يوصل التوكن ببلوكتشين البتكوين عن طريق شبكة لايتننغ، كما ستتصل خارجياً أيضاً بالبرامج التي تؤتمت الوظائف بما يتشابه مع العقود الذكية. لا يزال هناك بعض الإبهام، إلا أن مناصري البتكوين يرون أن المقايضات الآمنة التي ستوفرها تستحق بعض المخاطرة.

وقال زوكو بخصوص سبيكترم: “إن أردت أن تفعل شيئاً بالتوكنات، فإننا نعتقد أن الطبقة 3 هي أفضل مكان لإبقاء التوكن. باستخدام شبكة لايتننغ يمكنك أن تصبح تنافسياً ومبدعاً وسريعاً ومتهوراً”.

وقال فيديريكو تينغا لكوين ديسك، المؤسس المشارك للشركة الناشئة تشين سايد Chainside، أن بعض عملائه الذي يلجأون لاستشارته قد أبدوا اهتمامهم بمحافظ البتكوين التي تدعم تلك الوحدات لحالات استخدام مثل تحويل الأسهم إلى توكنات.

وقال تينغا: “من الناحية النظرية، بإمكانك فعل كل ما تفعله على الإيثريوم. قد يستخدم البعض نظام RGB على منصة ليكويد Liquid. في الظروف المثالية، إذا تم تبني هذا المعيار، سيكون ذلك مفيداً عبر عدة بروتوكولات، وربما عبر قواعد البيانات المركزية كذلك. سيكون مفيداً لأشياء مثل  الاستبدالات الذرية، وأشياء من ذلك القبيل”.

محاولات اللحاق

من خلال البناء على المجهودات السابقة التي قام بها مطور البلوكستريم أليكوس فيليني، فإن المساهمين في سبيكترم يأملون أن يوفروا طقم أدوات للبتكوين للمستخدمين لتمكين تأثيرات الشبكة التي ساعدت على شعبية الإيثريوم.

ففي النهاية، فإن السبب وراء شعبية توكنات ERC-20 القائمة على تمكين المستخدم أن كل المنصات والمحافظ المعتمدة على الإيثريوم كانت متوافقة معهم. مما جعل من السهل للشركات الناشئة ولمشاريع الهواة توزيعهم بمستوى من التسييل. وبنفس الطريقة، فإن سبيكترم ستوفر أول معيار متمحور حول البتكوين للتوكنات التي يمكنها استخدام شبكة لايتننغ للتعاملات شبه الفورية.

ستكون منصة بتفينكس أول منصة تتبنى ذلك البروتوكول من خلال إصدار تيثر الجديد.

وقال جون كارفالو، مدير  الامتثال في بتريفيل، أنه يؤمن أن تأثير كرة الثلج سيحول النظام الإيكولوجي للبتكوين إلى “ملعب مفتوح يستطيع فيه الناس فعل ما يحاولون فعله على الإيثريوم”.

وبعدما نجحت بتريفل في جمع 2 مليون دولار أميركي في أحد جولات التمويل المبدئية، فقد صرّح كارفالو أن هدف الشركة في عام 2019 هو “التعاون مع المزيد من شركات البتكوين من أجل تنمية شبكة لايتننغ”، ويتضمن ذلك استكشاف حالات استخدام التوكنات. ولهذا الغرض، فإن بتريفيل أعلنت عن وظائف شاغرة.

وعلى الناحية الأخرى، فقد صرح روبرت بون لكوين ديسك، وهو رئيس قسم النمو في منصة تداول التوكنات إير سواب AirSwap، أن الأمر سيحتاج إلى مجهودات معتبرة من أجل الوصول إلى توكن متوافق مع شبكة لايتننغ وتقدر على منافسة توكنات ERC-20. ووافقت ليندا شيا بون، وهي المؤسس المشارك لسكالار كابيتال Scalar Capital، وقالت أن محفظة تينغا وحدها لن تكون كافية لكي توفر للبروتوكول ميزة تنافسية بالمقارنة مع كل المحافظ ومنصات التداول التي تدعم التوكنات المبنية على الإيثريوم.

وقال بون في رسالة إلكترونية: “البنية التحتية حول شبكة لايتننغ ليست قوية بما يكفي حتى الآن. لا تزال شبكة لايتننغ معقدة ويصعب التعامل معاها، بالمقارنة على الأقل مع سهولة استخدام ERC-20 مع ميتاماسك MetaMask، أو ماي إيثر واليت MyEtherWallet، إلخ. ما تزال لايتننغ بعيدة للغاية عن منافسة ERC-20”.

ربما يكون موقف زوكو من مبيعات التوكن فاتراً حتى الآن، إلا أنه قد أقر برغم ذلك أنه مادام العملاء راغبين في الحصول على الدعم من أجل إصدار التوكنات، فإن سبيكترم ستكون وسيلة مفيدة لذلك.

وقال زوكو: “إذا افترضنا حالة الانتشار الشديد للبتكوين، فسنفترض أيضاً أن الكثيرين سيمتلكون محفظة بتكوين”، في إشارة منه إلى الفكرة القائلة إن البتكوين ستصبح عملة عالمية، وأضاف زوكو بعد ذلك: “يمكنك استغلال سبيكترم لأنها جزء من البنية التي تستعملها بالفعل”.