في مايو/أيار عام 2016، لم يستغرق الأمر أكثر من دقيقة كي يثبت مؤسسا اللايتكوين وديجي بايت، تشارلي لي وجاريد تيت أنهما هما من أسسا شبكات البلوكتشين الخاصة بمنصتيهما استناداً لنظريات التشفير. فإذا كان كريغ رايت هو ساتوشي ناكاموتو كما يدّعي، فلمَ لا يقوم بنفس الأمر مع شبكة البلوكتشين الخاصة بالبتكوين (BTC)؟
توقيعٌ واحد يمكنه وضع نهاية لقصة كريغ رايت إلى الأبد
منذ أكثر من ثلاث سنوات وحتى الآن، أصبح كريغ رايت محط اهتمام رئيسي في عالم العملات المشفرة بعد أن أعلن أنه هو ساتوشي ناكاموتو، المؤسس الحقيقي للبتكوين. وبينما حاول المبرمج الأسترالي الحصول على هذا اللقب داخل مجتمع العملات المشفرة، كانت ردة فعل المجتمع غير مرحبة به على أقل تقدير.
بالطبع يعتقد بعض الأشخاص أن ما يقوله رايت من إثباتات عارضة تُعد أدلة كافية لدعم ادعاءاته. وهناك مجموعة قليلة، عادة ما يكونون من مناصري البتكوين إس في (BSV)، يصدقون هذه الادعاءات بالفعل.
إلا أن الأغلبية ترى أن ادعاءات رايت هي محض هراء. ولكن هذا لم يمنع رايت من الظهور عشرات المرات، وإجراء الكثير من اللقاءات التلفزيونية، وكتابة العديد من التدوينات التي حاول فيها إثبات أنه هو من أسس البتكوين.
وبالرغم من ذلك، كان تجنب كل هذا ممكناً، فقط إذا استخدم رايت مفتاح بلوك التكوين للبتكوين لتوقيع رسالة. وبلوك التكوين هو أول بلوك على شبكة البلوكتشين، وهو البلوك الأوليّ على الشبكة بارتفاع يساوي 0. فإذا وقّع رايت رسالة باستخدام مفتاح هذا البلوك، لاستطاع إثبات أنه يملك المفتاح الذي لا يمكن لأحد الوصول له سوى ساتوشي.
مؤسسان حقيقيان لشبكتي بلوكتشين أظهرا لرايت كيف يمكنه إثبات أنه مخترع البتكوين
هذا ما عرفه تشارلي لي وجاريد تيت، مؤسسا اللايتكوين ودي جي بايت بالترتيب، منذ عام 2016. فمنذ أكثر من ثلاثة أعوام، حاول لي وضع نهاية لادعاءات رايت الهزلية، عن طريق تعليمه كيف لمؤسس شبكة من شبكات البلوكتشين أن يثبت صحة هويّته.
في 2 مايو/أيار عام 2016، استخدم لي مفتاح بلوك التكوين لشبكة اللايتكوين ليوقع رسالة نصها: “أنا، تشارلي لي، المؤسس الحقيقي للبتكوين”.
ثم تبعه تيت، المؤسس والمدير التكنولوجي لشبكة ديجي بايت، بتوقيع رسالته الخاصة. إذ قال فيها أنه هو مؤسس شبكة البلوكتشين لديجي بايت، وقد أرسلها من أحد عناوين بلوك التكوين للشبكة، وذلك في 10 يناير/كانون الثاني عام 2014.
وبما أن مؤسس شبكة البلوكتشين، البتكوين في هذه الحالة، وحده يستطيع الوصول لمفتاح بلوك التكوين، فإن توقيع رسالة باستخدام هذا المفتاح سيكون هو الإثبات المطلق على ملكية هذا المؤسس.
بدا رايت على دراية بهذا الأمر عندما قدم قائمة بعناوين البتكوين في إحدى الإجراءات القضائية. ولكنه ادّعى أنه لم يتذكر العناوين التي يمكنها إثبات أنه هو من عدّن البلوكات الأولى على شبكة البتكوين. ولكنه قال أيضاً إن بإمكانه البحث عن تلك العناوين ضمن مكافآت البلوك على الشبكة.
وبالرغم من ذلك، اكتشف الباحثون سريعاً أن رايت نقّب في شبكة البلوكتشين حينها على البلوك القديم المسمّى rewardbeneficiaries وادّعى أن هذه العناوين خاصة به. تأتي القائمة التي تحتوي على البلوكات السبعين الأولى، باستثناء بلوك التكوين، متوافقة تماماً مع القائمة المحجوبة التي قدّمها رايت للمحكمة.
مواضيع تهمك
هناك مواضيع أخري متعلقة