في أعقاب الحكم على توماس وايت، مؤسس سوق الإنترنت المظلم المسمى بسيلك رود 2 في الأسبوع الأول من شهر إبريل/نيسان الماضي، فإن أحد مشرفي سيلك رود 2 قد يتجنب الحكم عليه. فبحسب التقارير، فإن بلايك بينثال، مشرف السوق، قد تعاون مع السلطات القانونية الدولية وستفرض عليه غرامة فحسب لتهربه من الضرائب. وأثارت تلك الأنباء بخصوص مشرفي سيلك رود 2 حفيظة عائلة روس ألبريخت لاقتناعهم بوجود فارق ضخم بين الحكم المؤبد المضاعف الذي تلقاه ألبريخت، وبين الآخرين الذين حُكم عليهم بعقوبات مخففة.

مشرف سيلك رود 2 المسمى بـ “ديفكون” سيتلقى عقوبة مخففة، لن يُسجَن و سيدفع غرامة لتهربه من الضرائب

يقضي روس ألبريخت حالياً عقوبة مزدوجة بالسجن مدى الحياة  بدون الفرصة في إطلاق السراح المشروط، إذ مرت سنوات قضاها ألبريخت خلف القضبان بسبب دوره في سيلك رود الأصلي. وبعد إغلاق السوق المظلم، فإن عدداً من أسواق الإنترنت المظلم قد ظهرت لتملأ الفراغ الذي خلفه سيلك رود. أحد تلك الأسواق كان سيلك رود 2. قامت السلطات القانونية بإغلاق سيلك رود 2 في نهاية المطاف وألقت القبض على عدد من الباعة ومشرفين الموقع أثناء فترة التحقيق.

أُلقي القبض على كلِ من توماس وايت (وكان اسمه المستعار على السوق هو DPR2) وبلايك بينثال (اسمه المستعار ديفكون) إلا أن الاثنين قد خرجا بكفالة بعيد القبض عليهم. حُكم على وايت بخمس سنوات في السجن إلا أنه قضى السنوات الماضية بشكل طبيعي لدرجة أنه كان يستخدم اسمه المستعار “The Cthulhu” على الويب للتعليق على المقالات التكنولوجية التي تتناول مواضيع الخصوصية ومتصفح تور Tor. لا يعرف أحد ما الذي حدث لبينثال ويبدو أنه نجح في الإفلات من العقوبة القانونية.

إلا أنه، وبحسب مستند حصل عليه موقع ماذربورد Motherboard، فإن بينثال قد تعاون مع السلطات القانونية ونتيجة لذلك فإنه لن يقض عقوبة السجن. وبحسب نص المستند الصادر من مساعد المدعي العام للولايات المتحدة: “إذا امتثل المدعى عليه بشكل كامل للتفاهمات المنصوص عليها في هذه الاتفاقية، فلن تتم مقاضاته  من جهتنا بخصوص أي جرائم، فيما عدا جريمة التهرب من الضرائب”. كما نص المستند على أنه في حال تعاون بينثال فلن “تُستخدم شهادته أو أية معلومة زودنا بها ضده في جريمة التهرب من الضرائب”. مما يعني، بشكل أساسي، أن بينثال سيصبح ملزماً بدفع الضرائب التي لم يقم بدفعها طوال عامي 2013 و2014 لدائرة الإيرادات الداخلية في الولايات المتحدة، وفيما عدا ذلك فلن يُسجن.

عائلة ألبريخت ترى فارقاً ضخماً بين الأحكام التي تلقاها مشرفي أسواق الإنترنت المظلم وبين الحكم الذي تلقاه ألبريخت

ورفض الادعاء في قضية بينتثال، بالإضافة إلى فريق الدفاع، التعليق على المستند الصادر مؤخراً. وبعد سماع الأنباء، أعربت عائلة ألريخت عن استيائها لرؤية مشرف آخر لأحد أسواق الإنترنت المظلمة يتلقى حكماً مخففاً بالمقارنة بالحكم المشدد الذي تلقاه ابنهم. وغرد حساب  أطلقوا سراح روس Free Ross على موقع تويتر بشأن الأمر بعد تسرب أخبار صفقة بينثال مع المدعين، قائلاً: “كنت أظن أن إدارتك لسوق إنترنت مظلم مثل سيلك رود تعني أنك أخطر من أن يطلق سراحك، أشعر بالحيرة حيال الأمر”. وحتّى الآن، فهناك فارق ملحوظ بين الحكم الذي تلقاه روس وبين الأحكام الصادرة بحق مشرفي ومؤسسي أسواق الإنترنت المظلم الآخرين. فعلى سبيل المثال، فقد تلقى أكبر تاجر مخدرات على سوق سيلك رود، ويدعى جون سلومب، حكماً بعشر سنوات فقط، وتلقى عميلا مكتب التحقيقات الفيدرالي الفاسدين، كارل فورس وشون بريدجز، أحكاماً تتراوح مدتها بين 6 و8 سنوات، وتلقى توماس وايت حكماً بخمس سنوات فقط.

وأعربت عائلة ألبريخت عن صدمتها من “الفارق الضخم بين الحكم بالسجن مدى الحياة الذي تلقاه روس”، وأكدوا على أن الحكم على ألبريخت كان “مبالغاً فيه بشدة ومتفاوتاً مع الأحكام التي تلقاها آخرون بسبب سلوكيات مشابهة، أو أسوأ”.

وقال موقع freeross.org بشأن التباين بين الأحكام الصادرة على مشغلي أسواق الإنترنت المظلم وتجاره: “روس، شاب صغير وبدون سوابق جنائية، لم تتم مقاضاته لتسببه في أذى نفسي أو جسدي، ولم يكن هناك ثمة ضحايا أثناء محاكمته. كل التهم الموجهة ضده أثناء المحاكمة كانت غير عنيفة، والحكم عليه بالسجن مدى الحياة مبالغ فيه بشدة وغير متناسب مع ما ارتكبه،  مما يجعل الظلم بخصوص هذا الحكم بينّاً”. ومن جهتها، أكدت العائلة على التالي: “مثل هذا الفارق الضخم في الأحكام يتعارض بشدة مع التعديل الرابع عشر للدستور والمتعلق بشرط الحماية المتساوية وقانون إصلاح إصدار الأحكام”.

وأطلقت عائللة ألبريخت حملة توقيعات على موقع Change.org تهدف إلى مناشدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للعفو عن روس. وحتّى وقت نشر هذه المقالة، فإن عدد الموقعين تجاوز 172,230، وتأمل العائلة بأن تحصل الحملة على عدد أكبر من التوقيعات.